قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذاراً لقطر عن انتهاك سيادتها خلال هجوم استهدف قادة حماس في الدوحة، وذلك خلال اتصال هاتفي بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. يأتي الاعتذار كجزء من صفقة تهدف إلى دفع قطر للضغط على حماس لقبول خطة أمريكية لإنهاء حرب غزة، وسط جهود وساطة دولية لوقف إطلاق النار.
قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، اعتذاراً لقطر، عن انتهاك إسرائيل لسيادتها خلال الهجمات التي استهدفت قادة حركة "حماس" بالعاصمة الدوحة في 9 سبتمبر الجاري، وفقاً لمصادر أميركية وإسرائيلية.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه نتنياهو برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الوقت الذي التقى فيه نتنياهو الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالبيت الأبيض، لبحث ملفات عدة، أبرزها إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، حسبما أورد مصدر لـ"رويترز".
فيما ذكر مصدر دبلوماسي مطلع لقناة "الجزيرة" أن "الاتصال جرى بمبادرة من ترمب وجرت المباحثات خلاله بمشاركة الأطراف الثلاثة"، مضيفاً أن "نتنياهو اعتذر في الاتصال الثلاثي عن انتهاك سيادة قطر، وقتل ضابط أمن قطري بالهجوم على الدوحة".
وقال مصدر إسرائيلي لشبكة CNN الأميركية، إن "نتنياهو لم يعتذر عن استهداف حركة حماس، بل قدّم اعتذاره لرئيس الوزراء القطري عن انتهاك سيادة قطر في تنفيذ الضربة"، لافتاً إلى أن "الاعتذار جاء في إطار صفقة تهدف إلى أن تمارس قطر ضغوطاً على حماس من أجل قبول الخطة الأميركية المؤلفة من 21 بنداً لإنهاء الحرب".
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن بلاده تتحمل وحدها مسؤولية الضربة التي استهدفت قطر، غير أنه تجنّب الإجابة بشكل مباشر عن أسئلة تتعلق بتوقيت إبلاغ واشنطن.
ووصف مصدر مطلع في تصريحات لصحيفة "جيروزاليم بوست"، الاعتذار الإسرائيلي بأنه "كان اعتذاراً كاملاً"، مضيفاً أن "نتنياهو تعهد بعدم مهاجمة قطر مجدداً".
وكانت شبكة CNN الأميركية ذكرت أن ترمب اتصل بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن مسؤولاً قطرياً زار البيت الأبيض قبل اجتماع ترمب ونتنياهو.
والأسبوع الماضي، نقل "أكسيوس" عن مصدرين، بأن قطر طلبت اعتذاراً من إسرائيل عن هجومها على الدوحة، وذلك قبل استئناف وساطتها بين تل أبيب وحركة "حماس" بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وذكر الموقع الأميركي، أن الاعتذار الإسرائيلي لقطر قد يفتح الباب أمام إبرام مثل هذا الاتفاق، فيما لفت مصدر مطلع على سير المحادثات لـ"رويترز"، إلى أن وفداً قطرياً متواجد أيضاً في البيت الأبيض.
وأثارت إسرائيل غضب القطريين وتعرضت لانتقادات من ترمب بسبب هجوم جوي استهدف قادة "حماس" في الدوحة في 9 سبتمبر الجاري.
وأثار الهجوم الإسرائيلي موجة من الإدانات الإقليمية والدولية، وطرح تساؤلات حول مستقبل الوساطات السياسية في المنطقة.
أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي، بأن قطر طلبت اعتذاراً من إسرائيل عن هجومها على الدوحة، وذلك قبل استئناف وساطتها بين تل أبيب وحركة حماس بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
خطة إنهاء حرب غزة
وفي رابع زيارة يقوم بها نتنياهو لواشنطن منذ تولي ترمب منصبه في يناير الماضي، سيسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تعزيز أهم علاقات لبلاده في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل عزلة دولية متزايدة بعد ما يقرب من عامين من بدء حربها على قطاع غزة.
وأعرب ترمب في تصريحات لوسائل إعلام عدّة، الأحد، عن أمله في الحصول على موافقة نتنياهو على خطة إنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني وإطلاق سراح المحتجزين في غزة.
وقال ترمب: "نتلقى رداً إيجابياً للغاية لأن بيبي (نتنياهو) يريد إبرام الاتفاق أيضاً. الجميع يريد إبرام الاتفاق".
وأشاد ترمب بقادة دول عربية لمساعدتهم، وقال إن الاتفاق يهدف إلى الذهاب لما هو أبعد من غزة وإلى إبرام سلام أوسع في الشرق الأوسط.
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك الآن اتفاق مقبول للسلام في غزة، قال مسؤول إسرائيلي كبير: "من السابق لأوانه معرفة ذلك"، مضيفاً أن نتنياهو سيقدم رد إسرائيل على المقترح عندما يلتقي ترمب، الاثنين.