أعلن الناشط الهولندي هوغو كويجبر نيته تنفيذ خطوة مثيرة للجدل، وهي حرق نسخة من القرآن الكريم أمام مركز لطالبي اللجوء في بلدة هوفدورب اليوم الاربعاء 24 سبتمبر.
وقال كويجبر إن بلدية هارليميرمير تمنعه من التظاهر، وإنه يهدف من خلال هذا الفعل إلى بث رسالة احتجاجية قوية.
ردود فعل فورية وتحذيرات أمنية
فور الإعلان، أبدت جهات محلية وإسلامية قلقها إزاء التصعيد المحتمل للأوضاع. وتخشى السلطات من أن تؤدي هذه الخطوة إلى إثارة احتجاجات مضادة أو اضطرابات في النظام العام. محامون وأساتذة قانون يؤكدون أن مثل هذا الفعل قد يندرج تحت إطار تحريض على الكراهية أو إهانة جماعية لمجموعة دينية.
من جهة أخرى، دعا بعض ممثلي الجاليات المسلمة إلى التهدئة واللجوء إلى القنوات القانونية للتعبير عن رفضهم، مؤكدين أن التصدي للعنف أو الاستفزاز يكون غالباً عبر الحوار والقانون وليس الأفعال المهيّجة.
الإطار القانوني: أين يقف القانون الهولندي؟
بحسب تحليل قانوني صُدر عن جامعة لايدن، فإن الدستور الهولندي يكفل حرية التعبير، لكنه يمنع التشهير أو الإهانة العمدية لمجموعات دينية على أساس معتقداتها. كما يُمكن للسلطات أن تتدخل بعد وقوع الفعل إذا تبين أنه يشكّل جرماً مثل التحريض على الكراهية أو الإهانة الجماعية.
حتى الآن، لا يُعاقب القانون الهولندي على حرق القرآن بحد ذاته، لكن إن ارتبط الأمر بتصريحات تهديدية أو تحريضية أو تم في سياق مظاهرة غير مرخصة، فإن المتورط قد يُواجه دعاوى قانونية.
سياق سابق وتجارب مشابهة
ليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها هولندا (أو أوروبا عامة) أعمال استفزاز دينية من هذا النوع. على سبيل المثال، في يناير 2024، تدخلت الشرطة بعد شجار نشب بين قوات الأمن ومواطنين حاولوا اعتراض محاولة حرق القرآن التي رُخصت في مدينة أرنهيم.
الناشط إدوين واغينسفيلد، المعروف بمواقفه المعادية للإسلام، سبق أن تعرض لملاحقات قانونية بعد أن مزّق صفحات من القرآن أمام مجلس النواب في لاهاي، واعتُبر فعله بمثابة إهانة جماعية للمسلمين.
من المتوقع أن تراقب الشرطة المحلية المكان المقترح بعناية للتدخل إذا تدهورت الأوضاع.
من صلاح يحيى الجند

