في مشهد أثار جدلاً واسعاً، شهدت مدينة المكلا صباح اليوم اعتقالات جماعية طالت قيادة نقابة المعلمين والتربويين بساحل حضرموت، إلى جانب عدد من الإعلاميين، وذلك أثناء مشاركتهم في وقفة احتجاجية سلمية أمام مكتب وزارة التربية والتعليم بالمحافظة.
الوقفة جاءت للمطالبة بصرف رواتب شهر أغسطس 2025، وتحقيق العدالة للمعلمين الذين يواصلون احتجاجاتهم منذ أسابيع دفاعاً عن حقوقهم المعيشية والمهنية. إلا أن السلطات قابلت هذه المطالب المشروعة بحملة اعتقالات وتهديدات، في خطوة وصفها المحتجون بأنها "محاولة يائسة لإسكات صوت المعلم".
ورغم هذه الاعتقالات، أكد المعلمون والمعلمات أن نضالهم السلمي لن يتوقف، وأنهم سيواصلون وقفاتهم الاحتجاجية حتى تحقيق مطالبهم، مشددين على أن "الكرامة والحقوق لا تُنتزع بالقمع، بل تُصان بالعدالة". كما جددوا مطالبتهم بإقالة مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ومديري بعض المديريات، متهمين إياهم بإصدار قرارات تعسفية وغير قانونية بحق الكادر التعليمي.
هذه التطورات الخطيرة تدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل العملية التعليمية في حضرموت، حيث يتعرض المعلم – الركيزة الأساسية للتعليم – للتهميش والضغط بدلاً من الدعم والتمكين. وهو ما ينعكس سلباً على آلاف الطلاب وأسرهم، الذين يجدون أنفسهم ضحايا مباشرة لهذه السياسات.
نداء إلى المنظمات الحقوقية والجماهير:
تناشد نقابة المعلمين والتربويين كافة المنظمات الحقوقية المحلية والدولية التدخل العاجل لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها المعلمون.
كما دعت الجماهير وأولياء الأمور إلى التضامن والوقوف بجانب المعلم في معركته المشروعة من أجل لقمة العيش وكرامة التعليم.
ويؤكد مراقبون أن استمرار سياسة الاعتقالات والتجاهل لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والتعطيل للعملية التعليمية، داعين السلطات إلى الاستماع لصوت المعلم والاستجابة لمطالبه باعتباره شريكاً أساسياً في بناء مستقبل الأجيال.
