من عدن.. انطلاقة جديدة لدور المرأة في جهاز الشرطة النسائية

عُقد اليوم في العاصمة عدن المؤتمر الخاص لعرض ورقة السياسات بعنوان: تعزيز مشاركة المرأة في الشرطة – التحديات والفرص، ضمن مشروع تعزيز الوصول الشامل للعدالة للنساء والفتيات (عدن 2025)، بتمويل من الوكالة الكورية للتعاون الدولي (KOICA) وتنفيذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالشراكة مع مؤسسة آفاق شبابية.

وخلال المؤتمر ألقى العميد الركن فيصل مثنى صالح، مساعد مدير عام شرطة عدن، كلمة رحّب فيها بالحاضرين، وقال:

"يسرنا في إدارة أمن العاصمة عدن أن نشارككم هذا الحدث المهم والنوعي، والذي يأتي برعاية كريمة من اللواء الركن مطهر علي ناجي الشعيبي، مدير عام شرطة عدن، الذي يولي اهتماماً بالغاً بتمكين المرأة داخل المؤسسة الأمنية وتعزيز دورها في حماية المجتمع وبناء الثقة بين المواطن ورجل وامرأة الأمن على حد سواء".

وأضاف أن المؤتمر، المنعقد بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي وبدعم كريم من الوكالة الكورية للتعاون الدولي، يمثل محطة مفصلية في طريق تطوير السياسات الأمنية الخاصة بالمرأة الشرطية، بما يضمن لها بيئة عمل آمنة ومحفزة، ويعزز من مشاركتها في مختلف مواقع القيادة الأمنية والميدانية. وأكد أن إدارة أمن عدن تؤمن بأن النهوض بالواقع الأمني لا يمكن أن يتحقق دون إشراك المرأة في كافة مستويات العمل، وتمكينها من أداء دورها كشريك فاعل في إرساء دعائم الأمن والاستقرار، وفتح آفاق جديدة لسياسات أكثر عدلاً وفاعلية.

من جانبها، عبّرت العميد وزيرة محمد عبدالله، مدير إدارة حماية الأسرة بأمن عدن ورئيس مجموعة الشرطة النسائية، عن سعادتها بتأسيس مجموعة الشرطة النسائية، مشيرةً إلى الإنجازات التي حققتها، والعمل على تعزيز دورها في حماية المواطنين والحفاظ على الأمن.

وأوضحت أن المشاركة الفاعلة للمرأة في العمل الأمني لن تتحقق إلا عبر تدريب الشرطيات وتأهيلهن، مؤكدة أن دور مجموعة الشرطة النسائية يأتي لإبراز نشاطهن وتوعية المجتمع بأهمية وجودهن، باعتبار أن هذه المهمة ليست مجرد وظيفة، بل رسالة إنسانية سامية تتطلب تضحية وشجاعة وتفانياً.

وقالت: "نواجه اليوم تحديات متجددة تتطلب اليقظة الدائمة والتطوير المستمر لأدوات الشرطة النسائية لمواكبة التطورات والتقنيات في المجال الأمني".

كما أشادت بالجهود التي يبذلها مدير عام شرطة محافظة عدن، اللواء مطهر الشعيبي، في لمّ الصفوف وتحسين الأداء ودفع المؤسسة الأمنية لمواكبة التطور، وحرصه على تمكين المرأة ومنحها مواقع قيادية، من خلال تعيين مساعدات لمديري المراكز الشرطية.

وخلال المؤتمر قُدّمت أوراق عمل، منها ورقة الدكتورة روزا الخامري حول تعزيز مشاركة الشرطة النسائية – التحديات والفرص، فيما استعرض العميد الدكتور عبدالسلام علي صالح أهمية دور المرأة في إحداث التغييرات الإيجابية بالمجتمع. كما قدّمت الأستاذة العنود القفان، ممثلة منظمة نداء جنيف، تقريراً حول دور المرأة في أداء منظمات المجتمع المدني لتعزيز المنظومة الأمنية.

وفي الكلمة الختامية، أكدت العميد الركن علياء صالح عمر، مدير الإدارة العامة لحماية الأسرة، أهمية إطلاق ورقة السياسات الخاصة بمشاركة المرأة في الشرطة، مشيرة إلى أن انضمام الكادر النسائي إلى جهاز الشرطة يمثل خطوة محورية لتعزيز دور المرأة في المنظومة الأمنية. وأوضحت أن المؤتمر، وبعد نقاشات مستفيضة، خلص إلى العديد من التوصيات التي سيتم رفعها إلى الجهات المختصة للعمل بها خلال الأيام المقبلة.

كما تقدمت بالشكر لكل من ساهم في إنجاح المؤتمر، وفي مقدمتهم العقيد ندية حسن، منسقة المؤتمر ومقرر مجموعة الشرطة النسائية.

حضر المؤتمر مدراء عموم وزارة الداخلية، ومدراء دوائر إدارة الأمن ومراكز الشرطة، إلى جانب شخصيات عامة وممثلين عن منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية.