آخر تحديث :الأحد-14 سبتمبر 2025-03:59م
أخبار وتقارير

في تفاصيل مهمة.. الرئيس علي ناصر: يكشف عن أحكام إعدام سياسيين في عدن ورفض الشماليين الصلاة على أرواح الشهداء

الأحد - 14 سبتمبر 2025 - 01:48 م بتوقيت عدن
في تفاصيل مهمة.. الرئيس علي ناصر:  يكشف عن أحكام إعدام سياسيين في عدن ورفض الشماليين الصلاة على أرواح الشهداء
(عدن الغد) خاص:

عدن الغد/ د. الخضر عبدالله:


كشف الرئيس الأسبق علي ناصر محمد جانبا من كواليس مرحلة ما بعد أحداث 13 يناير 1986م الدامية في عدن.

مؤكداً أن السلطات في عدن حينها أصدرت أحكاماً بالإعدام والسجن بحق العشرات من أنصار القيادة الشرعية.

وأوضح ناصر أن الجنوبيين اكتفوا بطلب الصلاة على أرواح الشهداء، إلا أن ذلك قوبل بالرفض من قبل قيادات الشمال، ما عكس عمق الشرخ بين النظامين في تلك الفترة.


عدن الغد / د. الخضر عبدالله :


صدور احكام الإعدام


في شهادة جديدة تكشف خفايا مرحلة حساسة من تاريخ اليمن الحديث، تحدث الرئيس الأسبق علي ناصر محمد عن تداعيات صدور

الإعدام والسجن بحق أكثر من 96 من أنصار القيادة الشرعية في عدن أواخر عام 1987م، وما رافقها من ضغوط إقليمية ودولية، وانقسامات داخلية، دفعت بالأحداث نحو مسار جديد، ممهداً لاحقاً للحديث عن الوحدة اليمنية.. وقال الرئيس ناصر في حديث مطول : " بدأت الاتصالات بين قيادات النظامين، الشمالي والجنوبي، وتحركت عجلة الحوار والحديث عن الوحدة بعد صدور الأحكام في عدن بالإعدام والسجن على أكثر من 96 شخصاً من أنصار القيادة الشرعية في نهاية عام 1987م. ليلتها، لم نطلب إلّا الصلاة في المساجد على أرواح الشهداء (ولكن حتى هذا لم يتحقق، حيث كان بعض الشماليين يرون أنّ الصلاة على الشيوعيين لا تجوز. هؤلاء ضحّوا من أجل الوطن والوحدة اليمنية، وفي مقدمتهم المناضل الشجاع والمثقف الكبير فاروق علي أحمد، والقيادي الصُّلب والشجاع هادي أحمد ناصر، سكرتير منظمة الحزب، الذي كان قريباً إلى قلوب المواطنين في عدن وغيرها من المحافظات. والثالث الفدائي علوي حسين فرحان، الذي حارب قوات الاحتلال البريطاني حتى رحيل الاستعمار عام 1967م، وعُرف بجرأته وشجاعته في أوساط الفدائيين بعدن، وكان حينها نائباً لوزير أمن الدولة والعين الساهرة على أمن الوطن والمواطن في الجنوب من أعداء النظام في الداخل والخارج، والرابع قائد سلاح الطيران، أحمد حسين موسى، المعروف بشجاعته وسموّ أخلاقه بين رفاقه في السلاح، وقيامه بدور كبير في بناء هذا السلاح المهم الذي كان يحمي سماء الوطن، وفي الدفاع عن ترابه الطاهر. والخامس هو النقيب البطل مبارك سالم، قائد الحراسة الخاصة الذي لم تكن الابتسامة تفارق وجهه في أصعب الظروف، والمعروف بأخلاقه وإخلاصه لوطنه وقيادته، وقد كان العين الساهرة على حماية القيادة.


اشتداد الخلافات


وأضاف الرئيس ناصر قائلا: "

بعد صدور الأحكام في عدن على رفاقنا، بدأت الخلافات تشتدّ أكثر داخل القيادة التي نزحت إلى صنعاء والمعسكرات، مطالبة بالانتقام والردّ، ولكن ذلك لم يحدث. ولهذا، بدأ بعض العناصر بالتفكير في العودة إلى عدن، وبدأ البعض يردد: "جحيم عدن ولا جنة صنعاء" ، واستعدّ البعض للعودة والمثول أمام محاكم عدن، وفي مقدمتهم الحاج صالح باقيس، فيما كان آلاف الرجال والأطفال والنساء يهربون إلى صنعاء من جحيم المعاناة في عدن سيراً على الأقدام عبر جبل الكور المنيف ومنافذ أمبعالة وساحة وأمخبزة وثرة في محافظة أبين الحدودية وغيرها من المحافظات المحاددة. ولكن الأغلبية الساحقة في المعسكرات تحت قيادة القائد أحمد صالح عليوة ظلت متماسكة وموحَّدة ومتفائلة في انتظار العودة، ولكن ذلك لم يتحقق إلا عام 1994م. ولأنّ مصائب قوم عند قوم فوائد.


حكام صنعاء استولوا على السلاح


وزاد :" فقد كانت معسكراتنا خالية من أيّ سلاح متوسط أو ثقيل، لأنّ حاكم صنعاء استولى على السلاح الذي حصلنا عليه من الجماهيرية الليبية، كالكاتيوشا والمدرعات والمدافع والاستريلا (مضاد للطيران) وغيرها من الأسلحة التي جاءت بها سفن من طرابلس إلى الحديدة مع العقيد عبد الله حسين مسيبلي.

واوضح الرئيس ناصر في حديثه إلى أنّ المسؤولين في صنعاء استولوا قبل ذلك على مثل هذه الأسلحة، بعد أن حصلت عليها المعارضة الجنوبية بقيادة العقيد حسين عثمان عشال من طرابلس لمحاربة النظام في عدن، وعند وصولها إلى ميناء الحديدة عام 1972 جرى تقاسم السلاح بين مراكز القوى في صنعاء، كما حدثني بذلك العقيد الليبي عبد الله حجازي، الذي كان مسؤولاً عن ملف اليمن.


فكرة اغلاق المعسكرات


واردف الرئيس ناصر وقال " أمام هذا الوضع الضاغط على القيادة الشرعية وقيادة صنعاء، بدأ عناصر قياديون يطرحون فكرة إغلاق المعسكرات، إغلاق الصحف، إغلاق الإذاعة وتوجيه الإعلام بعدم الإشارة، أو ذكر اسم الأمين العام للحزب (القيادة الشرعية) ولقبه. كان هذا الرأي يعكس موقف حكام عدن والسوفيات الذين بدأوا بممارسة ضغوط على بعض العناصر ذوي العلاقة بهم، وعلى بعض الأنظمة التي كانت تستقبلنا بانتظام بعد أحداث كانون الثاني/ يناير 1986م، وتُعاملنا وكأننا لا نزال في السلطة، وأننا نمثّل الشرعية. لكنهم بضغوطهم تلك، كانوا يريدون أن يقلبوا الصفحة، وبذلك تزايدت علينا الضغوط من داخل صنعاء ومن خارجها، ومن بعض قياداتنا، وشنّت صحف المعارضة الجنوبية في جدة والقاهرة حملة توازي الحملة الإعلامية التي كانت تشنّها أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في عدن خلال الأعوام الماضية، والتي تُوِّجت بصدور أحكام الإعدام، وأكثر من محاولة لاغتيالي في أديس أبابا وصنعاء ودمشق وطرابلس، وبقرصنة جوية عندما أُجبرت طائرة إثيوبية على الهبوط في مطار عدن، ظنّاً منهم أنني كنت فيها، لكي يكون مصيرنا كمصير من سبقونا في ساحات المحاكم. وضعُنا في صنعاء كان صورةً طبق الأصل عمّن تشردوا قبلنا وتمزقوا واختلفوا، وفي مقدمتهم العقيد عشال وعبد القوي مكاوي وعبد الله الأصنج وعدد من المشايخ الذين وجدناهم متناحرين، لا يكلّم أحدهم الآخر.


نصيحة العوبلي


وفي ختام حديثه، يستعيد الرئيس ناصر نصيحة المناضل توفيق عوبلي وقال"

اتذكر حديثاً مع المناضل توفيق عوبلي، قال فيه إنه كان يمشي وأمامه ووراءه أكثر من 10 سيارات محمّلة بالسلاح والرجال والمال، واليوم يتنقل بالتاكسي، وكانت نصيحته لي: عليكم أن تستفيدوا من تجربتنا، وتحافظوا على وحدتكم، لأنها قوة لنا.