أعلنت الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة صنعاء عن انطلاق أول خط شحن مباشر من ميناء جدة في المملكة العربية السعودية إلى ميناء الحديدة في الجمهورية اليمنية، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب عام 2015، في خطوة وُصفت بأنها حدث استثنائي يحمل أبعاداً سياسية واقتصادية مهمة.
ويأتي هذا الإعلان بعد سنوات من توقف كامل للرحلات التجارية بين البلدين، حيث اقتصر نشاط ميناء الحديدة خلال الأعوام الماضية على استقبال شحنات إنسانية خاضعة لرقابة مشددة من الأمم المتحدة، فيما كان التجار يضطرون إلى الاعتماد على موانئ بديلة مثل جيبوتي وصلالة وعدن، الأمر الذي ضاعف من كلفة الاستيراد وأثر بشكل مباشر على أسعار السلع في السوق اليمنية.
ويُنظر إلى هذا التطور كإشارة إلى مرحلة جديدة من التفاهمات بين الرياض وصنعاء، قد تسهم في تعزيز الثقة بين الأطراف المتصارعة، وسط حراك سياسي ودبلوماسي متسارع تقوده الأمم المتحدة ودول إقليمية لإحياء مسار السلام. كما يُتوقع أن يترك فتح هذا الخط التجاري أثراً واسعاً على المشهد الاقتصادي، من خلال تقليص كلفة النقل وتسهيل وصول البضائع، رغم التحذيرات من أن استمرار الانقسام السياسي قد يحد من استفادة المواطنين المباشرة.
ويعد استئناف الحركة التجارية المباشرة بين جدة والحديدة خطوة تعكس تغيراً في مقاربة التعامل مع الملف اليمني، حيث يُرجح أن تشكل جزءاً من إجراءات بناء الثقة تمهيداً لمفاوضات أوسع، قد تعيد رسم ملامح المشهد السياسي والاقتصادي في اليمن بعد عقد من الصراع.
