في مقالة للكاتب الصحفي الرياضي محمد العولقي، وُصفت مباراة ربع نهائي كأس الجمهورية عام 1987 بين التلال والوحدة بأنها واحدة من أخطر وأهم المواجهات في تاريخ كرة القدم الجنوبية، لما حملته من تحولات شكلت منعطفًا بارزًا في مسار الناديين الكبيرين.
المواجهة التي احتضنها ملعب الشهيد الحبيشي في عدن شهدت شحنًا جماهيريًا وإعلاميًا غير مسبوق، حتى أن لجنة الحكام عاشت أزمة حقيقية بعد رفض معظم الحكام إدارة اللقاء، قبل أن يتقدم الحكم محمد النويجي لشجاعة لقيادة المباراة بمساعدة سعد خميس وزين صالح.
الأمطار التي هطلت يومها زادت من صعوبة الأجواء، فيما غصت مدرجات الحبيشي بالجماهير منذ وقت مبكر، واضطرت الأجهزة الأمنية إلى إغلاق البوابات عند الثانية ظهرًا بعد أن تجاوزت الطاقة الاستيعابية، بينما لم يفلح النقل التلفزيوني المباشر في الحد من تدفق المشجعين.
وبحسب ما أوضح العولقي، فإن المباراة دخلت التاريخ لسببين رئيسيين:
أولاً: نجاح الوحدة في كسر عقدة التلال بعد سبع سنوات من العجز عن الفوز عليه في أي بطولة، وذلك عبر هدف لطفي سالم من ركلة جزاء.
ثانيًا: أنها مثلت بداية توازن جديد في القوى الكروية بعد سنوات من هيمنة التلال، لتصبح نقطة تحول في مسيرة الناديين.
المواجهة تميزت بندية عالية وصراع بدني قوي، برزت خلالها أسماء عديدة في مشاهد هوائية عنيفة داخل منطقة الجزاء مثل شكري هاشم، صلاح سالم، جلال زحيري، محمد فاضل، عصام زيد الصغير، فضل الأوبلي، محفوظ محمد، وطارق قاسم.
ويؤكد الكاتب أن هذا الفوز لم يكن مجرد انتصار في مباراة، بل كان إيذانًا بمرحلة جديدة في ديربي عدن، وذكرى خالدة ما زالت حاضرة في وجدان جماهير كرة القدم الجنوبية حتى اليوم.
