استضاف منتدى المقاومة بمدينة تعز الكاتب الصحفي والدبلوماسي "جمال أنعم"، في ندوة اتسمت بالثراء الفكري والروح النضالية، حملت عنوان "المقاومة الشعبية: تحديات الواقع وآفاق المستقبل".
وشهد المنتدى، الذي ينعقد في مقرّ الأمانة العامة للمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، حضورًا واسعًا، ضم قيادات في المقاومة، وجرحى، وصحفيين، ونشطاء، وتربويين، مما أضفى على اللقاء طابعًا مميزًا.
استهل أنعم حديثه بالإشادة بمدينة تعز والمقاومة الشعبية وصمودها الأسطوري، واصفًا تعز بأنها "قصة ملهمة". وتناول الدور الفاعل للمقاومة الشعبية، مؤكدًا أن أبطالها تحمّلوا العبء الكبير في اللحظات الحرجة، وأن المهمّات الكبيرة تختار رجالها، وأن الكبار يجدون أنفسهم في المهمات الكبيرة.
وأشار إلى أن تعز منذ البداية كانت "فرس رهان"، وكان الشيخ حمود سعيد المخلافي على رأس الحالة المقاوِمة، وهو من الآباء المؤسسين لهذه الروح. موضحًا أن المواجهات الأولى هي التي حددت مصير تعز، ففي حين سيطر الحوثيون على محافظات بعدد من الأطقم العسكرية، جيّشوا ضد تعز 13 لواءً؛ فكسرتهم جميعًا، لأن تعز "ليست سهلة"، وهي محافظة مسكونة بالتضحيات والنضالات.
ولفت الكاتب والدبلوماسي أنعم إلى أهمية ملف الشهداء والجرحى، معتبرًا أن "الشهداء يقظة وانتباه ووطن لا يموت"، وأن جراحات الجرحى "مجيدة وباسلة". مضيفًا: نحن ننتمي إلى هذه الجراحات، ننتمي إلى أرواح الجرحى، وعلينا أن نرقى في تعاملنا معها إلى مستوى عظمتها.
وشدد على أن الأهم من التضحيات هو الحفاظ عليها وعلى مكاسبها، مضيفًا أن القادة الحقيقيين هم من يصنعون "معنى" للاستمرارية في النضال، لأنه عندما يسقط المعنى تسقط المعنويات ويعلو صوت المعاناة.
وأضاف أنعم: ونحن نخوض الحرب، قد تبدو خياراتنا ضيقة، لكن الرهان على أننا قادرين على إبداع خيارات جديدة وصناعة معادلات تليق بنا كأصحاب قضية.
وعبّر عن إعجابه بخطاب المقاومة الشعبية، داعيًا إلى الحفاظ على روح المقاومة واستدعائها في كل مكان، والاستمرار في التشبيك مع الجميع.
وأكد الكاتب جمال أنعم على أنه "ما دمنا مستمرين نحمل الشعلة، وما دامت قلوبنا ممتلئة باليقين، وأرواحنا متعافية، وما دمنا مسكونين بهذا البهاء، وممتلئين بهذه التضحيات، وننظر بعلوّ، سنظلّ قادرين على اجتراح المعجزات والوقوف في أعلى القمم".
وشهد المنتدى مداخلات من الحاضرين أكدت على الدور الفاعل للمقاومة الشعبية، وضرورة عودتها إلى الواجهة، باعتبارها تمثل الإرادة الشعبية.
داعين إلى الاستمرار في عقد مثل هذه المنتديات واللقاءات التي تسهم في تجديد العزيمة والروح المقاومة وتعزيز الوعي الوطني.