محمد نجيب الظراسي
يا سَيِّدَةَ الكَلِماتِ
كَيْفَ لِأَحْرُفِكِ
أَنْ تَكْتُبَ بِكُلِّ
تِلْكَ البَلاغَةِ؟
أَوَلَيْسَ عَهْدُ البَلاغَةِ
رَثَيْناهُ .. وَمات؟
يا سَيِّدَةَ الكَلِماتِ
لَكِ في الشِّعْرِ
مبان بأَسْوارُ شاهقة
وَفي النَّثْرِ إِبْداعُكِ
يَهمِسُ بَوْحُهُ
بِرُوحانِيَّةِ ككَراماتِ
يا سَيِّدَةَ الكَلِماتِ
شّاعِرَةُ شَّرْقِيَّةُ
أَثْرَيْتِ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ
وَجَعَلْتِها ألفاظ تَزْدَان
وَكَأَنَّها حور الجناتٍ
يا سَيِّدَةَ الكَلِماتِ
مِنْ أَيْنَ جِئْتِ هَكَذا
إِلَيَّ تَهْرُولينَ لا تخشين الظلمات؟
أَجِئْتِ مِنْ حاراتِ
صَنْعاءَ القَديمَةِ
أَمْ مِنْ عَدَنِ البَنْدَرِ
والَّذي احتضن بمِينائِه
الق كُلُّ الحَضاراتِ؟
يا سَيِّدَةَ الكَلِماتِ
رُبَّما تَكُونينَ
مِنَ الغَساسِنَةِ
أَوْ مِنَ المَناذِرَةِ
أَأَنْتِ دِمَشْقِيَّةٌ؟
أَمْ بغداديَّةٌ؟
حَسْناءُ اغْتَسَلَ مُحَيّاهَا
بِماءِ دجلة او الفُراتِ
يا سَيِّدَةَ الكَلِماتِ