أوصت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية (USCIRF)، وزارة الخارجية الأمريكية، بتصنيف جماعة الحوثيين في اليمن كـ"كيان مثير للقلق بشكل خاص" (EPC)، على خلفية تورطهم في انتهاكات جسيمة وممنهجة لحرية الدين والمعتقد في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم شمال البلاد.
وذكرت اللجنة في تقريرها الصادر أن الحوثيين صعّدوا من حملاتهم القمعية ضد الأقليات الدينية، خاصة بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن تلك الانتهاكات طالت البهائيين، والمسيحيين، واليهود، والمسلمين الأحمديين، وحتى النساء والفتيات اليمنيات، وكل من يعارض تفسيرهم الأحادي للدين.
وأوضح التقرير أن جماعة الحوثيين تفرض أيديولوجيتها الدينية عبر المؤسسات التعليمية والعسكرية والقضائية، إلى جانب استخدامها الإعلام التقليدي ووسائل التواصل لنشر أفكارها، ما أدى إلى تقويض التنوع الديني التاريخي في اليمن، وتهديد وجود الأقليات بشكل شبه كامل.
وأكدت اللجنة أن الحوثيين يستخدمون أسلوب التلقين القسري في المدارس والسجون، مجبرين المحتجزين وطلاب المدارس على دراسة "ملازم حسين الحوثي"، وسط انتهاكات ممنهجة للمعتقلين بسبب انتماءاتهم الدينية.
وسلّط التقرير الضوء على القيود المشددة التي تفرضها الجماعة على النساء والفتيات، بما في ذلك اشتراط وجود "محرم" للسفر، وحرمانهن من الرعاية الصحية، وإغلاق المحلات النسائية، حتى بالنسبة للعاملات في المجال الإغاثي، في خطوة قالت اللجنة إنها تأتي في إطار فرض رؤية دينية متطرفة.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين أنشأوا وحدات أمنية نسائية تُعرف بـ"الزينبيات"، تُستخدم لقمع النساء المعارضات وتلقينهن دينيًا قسرًا، فضلًا عن الاستيلاء على المساجد والمدارس لنشر تعاليمهم، مما جعل النساء من الأقليات الدينية في مقدمة ضحايا القمع الحوثي.
كما اتهمت اللجنة الجماعة بممارسة التمييز في توزيع المساعدات الإنسانية، من خلال حرمان الأقليات الدينية منها، أو تقديمها فقط للموالين، وحتى رفض علاج المرضى من الديانات الأخرى في بعض المستشفيات.
وحذر التقرير من أن هذه الانتهاكات دفعت العديد من الأقليات إلى الفرار نحو الجنوب أو خارج البلاد، بينما يعيش من تبقى في ظروف من التهديد الدائم والتخفي، ما يُظهر خطورة الوضع الديني والإنساني في مناطق سيطرة الحوثيين.
وأكدت اللجنة في تقريرها السنوي للعام 2025، أن جماعة الحوثيين تنضم إلى قائمة تضم ست جماعات أخرى أوصت بتصنيفها كـ"كيانات مثيرة للقلق"، من بينها: حركة الشباب، بوكو حرام، هيئة تحرير الشام (HTS)، تنظيم الدولة في الساحل الأفريقي (ISSP)، تنظيم الدولة في غرب أفريقيا (ISWAP)، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM).
يُشار إلى أن اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية هي هيئة مستقلة تم إنشاؤها من قبل الكونغرس الأمريكي، وتُعنى بمراقبة الحريات الدينية عالميًا، وتقديم توصيات بشأن السياسات الخارجية المتعلقة بحرية الدين والمعتقد إلى الرئيس ووزارة الخارجية والكونغرس.