زنجبار – محفوظ كرامة
تشهد مدينة زنجبار منذ مطلع الأسبوع الجاري ازدحاماً ملحوظاً أمام مكتب الخدمة المدنية والتأمينات، حيث توافد المئات من الموظفين المبعدين قسراً والمنقطعين عن وظائفهم منذ أكثر من عشرين عاماً، لاستكمال الإجراءات الأولية لتسوية أوضاعهم الوظيفية تمهيدًا لصرف مستحقاتهم المالية.
الطوابير الطويلة التي شكلها هؤلاء الموظفون، الذين تقدم بهم العمر وتجاوز بعضهم السن القانونية للعمل، تعكس حجم المعاناة التي تكبدوها خلال سنوات الحرمان من المرتبات الشهرية والتسويات القانونية. بعضهم لم يتمكن من الوقوف طويلاً بسبب كبر السن، فيما أشار آخرون إلى أن زملاء لهم توفوا دون أن يحصلوا على حقوقهم.
وفي محاولة لفهم الإجراءات المتبعة، توجهنا إلى مكتب مدير عام الخدمة المدنية والتأمينات، المحامية عيشة غالب، التي كانت منهمكة في استقبال ومتابعة الحالات المتكدسة داخل المكتب. وبعد جهد، تحدثت إلينا قائلة:
"هذه هي إمكانياتنا وظروفنا، ورغم ذلك نبذل جهوداً كبيرة لإنجاز هذه المهمة الإنسانية والوطنية. نعمل يومياً حتى ساعات المساء لخدمة الموظفين في مديريتي زنجبار وخنفر، ونهدف إلى إدماجهم وظيفياً وإجراء التسويات القانونية اللازمة."
وأضافت غالب أن المكتب سيقوم بزيارة منازل كبار السن الذين لا يستطيعون الحضور، نظراً لأن بعض الإجراءات تتطلب وجود الموظف شخصياً.
هذا التحرك من قبل مكتب الخدمة المدنية والتأمينات يُعد خطوة أولى نحو إنصاف من حُرموا من حقوقهم لسنوات طويلة، ويستحق التقدير لما يبذله الموظفون من جهود جبارة في سبيل استعادة العدالة الوظيفية.