آخر تحديث :الأربعاء-30 يوليو 2025-12:50ص
من هنا وهناك

خبر سيئ لمحبي الخبز والمعكرونة... هل يسبب الغلوتين الاكتئاب والفصام؟

الثلاثاء - 29 يوليو 2025 - 12:16 م بتوقيت عدن
خبر سيئ لمحبي الخبز والمعكرونة... هل يسبب الغلوتين الاكتئاب والفصام؟
(عدن الغد): متابعات خاصة


خبر سيئ لمحبي الكربوهيدرات. تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن تناول الخبز والمعكرونة ومنتجات الحبوب الأخرى قد يُحفز أو يُفاقم مجموعة واسعة من الأعراض النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق وحتى الفصام.


وفق تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، يُحذر الخبراء من أن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للخطر، حيث تُؤثر هذه الأطعمة الأساسية على أدمغتهم بهدوء مع كل قضمة يتناولونها.


ويُرجّح الباحثون أن السبب الرئيسي هو الغلوتين.


ويعمل هذا البروتين الطبيعي -الموجود في القمح والشعير والجاودار- كمادة رابطة تُعطي المخبوزات والأطعمة الأخرى قوامها وسهولة مضغها.


بالنسبة لمعظم الناس، هو غير ضار. ولكن لدى آخرين، يُمكن أن تُسبب حساسية الغلوتين مجموعة من الأعراض المزعجة، بما في ذلك الانتفاخ والإسهال والإمساك والتعب والصداع وآلام المفاصل، وفقاً لعيادة كليفلاند.


في الحالات الأكثر خطورة، يُمكن أن تتطور إلى مرض الاضطرابات الهضمية، وهو اضطراب مناعي ذاتي يخطئ فيه الجسم في اعتبار الغلوتين جسماً ضاراً، مثل الفيروسات. تُحفّز الاستجابة المناعية الناتجة التهاباً وتلفاً في الأمعاء الدقيقة، لكن آثارها قد تتجاوز عملية الهضم.


وقال الدكتور إيميران ماير، إخصائي أمراض الجهاز الهضمي وعلوم الأعصاب، لمجلة «سايكولوجي توداي»: «الالتهاب الذي يبدأ في الأمعاء لا يبقى فيها، بل قد يُلحق ضرراً بالدماغ».


وأوضح أنه «عندما تُنشّط الخلايا المناعية، يُرسل الجهاز العصبي المُبهم إشارة إلى الدماغ تُحفّز التعب والسلوك المُشابه للاكتئاب».


عند الأطفال، قد يبدو ذلك على شكل انفعال أو أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. أما عند البالغين، فقد يظهر على شكل ضبابية في الدماغ، أو اضطرابات مزاجية، أو حالات نفسية أكثر خطورة.


لنأخذ الاكتئاب مثالاً، في حين يُشخّص نحو 8 في المائة من عامة السكان باضطراب اكتئابي رئيسي في مرحلة ما من حياتهم، تُشير الدراسات إلى أن الأشخاص المُصابين بالداء البطني (السيلياك) أكثر عُرضةً للإصابة به، حيث يشير بعض الأبحاث إلى أن هذه النسبة تصل إلى 30 في المائة.


وارتبط الداء البطني أيضاً بزيادة خطر الإصابة بالقلق واضطراب الهلع وحتى الفصام. في الواقع، وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص المصابين بالداء البطني أكثر عرضة للإصابة بالفصام بثلاث مرات من غير المصابين به.


إلى جانب الالتهاب، تشير الأبحاث إلى أن تلف بطانة الأمعاء الناجم عن حساسية الغلوتين قد يسهم أيضاً في هذه المشكلات الصحية العقلية.


ويمكن أن يتداخل هذا التلف مع امتصاص العناصر الغذائية الأساسية لوظائف الدماغ، بما في ذلك فيتامينات «ب» والحديد وفيتامين «د» والمغنيسيوم والزنك. يمكن أن يؤدي نقص أيٍّ من هذه العناصر إلى مجموعة متنوعة من الأعراض النفسية.


كما وجد العلماء أن الأشخاص المصابين بالفصام غالباً ما تكون نتائج اختباراتهم إيجابية لمستويات عالية من الأجسام المضادة المرتبطة بحساسية الغلوتين، مما يشير إلى وجود صلة محتملة بين الأمرين.


ويمكن لهذه الأجسام المضادة أن تعبر المشيمة، وتشير الدراسات إلى أن الأمهات اللاتي لديهن مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة قد يزدن من خطر إصابة أطفالهن بالذهان.


وفي هذا المجال، شرحت ديانا إل. كيلي، أستاذة الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ميريلاند، والتي أمضت السنوات الخمس عشرة الماضية في قيادة التجارب السريرية على مرض الفصام والأمراض العقلية الشديدة، لصحيفة «التليغراف»، أننا «لا نعرف كل شيء. لكن هذه خطوة أخرى نحو ربط الحقائق حول هذه الأمراض».


هل يُمكن أن يُساعد اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين؟


كانت نتائج الأبحاث مُتفاوتة، إذ وجد بعض الدراسات أن اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين يُمكن أن يُخفف القلق والاكتئاب والمضاعفات العصبية لدى الأشخاص المُصابين بالداء البطني أو حساسية الغلوتين.


وفي إحدى التجارب، أفاد المُشاركون المُصابون بالداء البطني بانخفاض مستويات القلق بعد اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين لمدة عام.


لكنَّ آخرين لم يُظهروا أي تحسن يُذكر -وفي بعض الحالات، ظلت مستويات القلق مُرتفعة حتى بعد التوقف عن تناول الغلوتين.


ويعتقد بعض الخبراء أن جزءاً من المشكلة قد ينبع من الضغط النفسي المُصاحب لإدارة حالة صحية مُزمنة.


وقالت ديبرا سيلبرغ، إخصائية أمراض الجهاز الهضمي ورئيسة قسم العلوم في «بيوند سيلياك»، لمجلة «ديسكوفر»: «قد يُؤدي اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين أيضاً إلى بعض هذه المشكلات النفسية أو العقلية، لأن الشخص يجب أن يكون مُتيقظاً للغاية».