آخر تحديث :الثلاثاء-29 يوليو 2025-06:12م
أخبار وتقارير

الاضطرابات في حضرموت تمتد إلى غيل باوزير ومدن أخرى.. هل انفرط العقد؟

الثلاثاء - 29 يوليو 2025 - 08:31 ص بتوقيت عدن
الاضطرابات في حضرموت تمتد إلى غيل باوزير ومدن أخرى.. هل انفرط العقد؟
عدن الغد – خاص الثلاثاء 29 يوليو 2025

في تطور لافت، تمددت رقعة الاحتجاجات الشعبية في محافظة حضرموت اليوم الثلاثاء لتشمل مدنًا أخرى خارج المكلا، وعلى رأسها مدينة غيل باوزير، التي شهدت تظاهرات غاضبة وإغلاقًا جزئيًا للطرقات احتجاجًا على تردي الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها الكهرباء والمياه، وسط حالة من الاحتقان الشعبي غير المسبوق.


شهود عيان في غيل باوزير أكدوا لـ"صحيفة عدن الغد" أن المئات من المواطنين خرجوا إلى الشوارع في ساعات الفجر، مرددين هتافات تطالب بإقالة المحافظ مبخوت بن ماضي ووقف ما وصفوه بـ"العبث المستمر بمقدرات المحافظة"، كما شهدت مناطق متفرقة في الشحر والديس الشرقية تحركات شعبية مماثلة، شملت دعوات للعصيان المدني وشل الحركة في المرافق والمؤسسات الحكومية.


وامتداد التظاهرات إلى خارج المكلا، التي كانت مركز الاحتجاجات خلال الأيام الماضية، يعكس تحولًا نوعيًا في مستوى الغضب الشعبي، ويطرح تساؤلات جوهرية عن ما إذا كان العقد الاجتماعي والإداري في حضرموت قد انفرط تمامًا، في ظل عجز السلطة المحلية عن التهدئة، وصمت مجلس القيادة الرئاسي عن التدخل الحاسم.


الاحتجاجات التي بدأت بسبب أزمة الكهرباء والانقطاعات الطويلة للمياه، تحوّلت سريعًا إلى حراك سياسي ومجتمعي واسع، تتقاطع فيه مطالب تحسين المعيشة مع رفض كامل لسلطة بن ماضي وبن حبريش، وسط اتهامات لهم بالفشل والفساد والانشغال بصراعات النفوذ على حساب المواطن.


مصادر محلية تحدثت لـ"عدن الغد" عن محاولات من بعض الأطراف المحلية للتهدئة، غير أن حالة فقدان الثقة بين الشارع والمسؤولين بلغت حدًا يصعب معه احتواء الغضب دون اتخاذ قرارات حقيقية تمس جوهر الأزمة، وفي مقدمتها إقالة قيادات السلطة المحلية، وإعادة صياغة العلاقة بين الدولة والمواطن في حضرموت.


ويرى مراقبون أن ما يحدث في حضرموت اليوم قد يشكل بداية لتحولات كبرى، خصوصًا إذا ما استمرت حالة التجاهل الرسمية من العاصمة المؤقتة عدن، ولم يتم التعامل مع الأزمة بوصفها تهديدًا جديًا للاستقرار في واحدة من أهم محافظات اليمن من حيث الثروة والموقع الجغرافي والسياسي.


ويحذر ناشطون ومثقفون من أن ترك الأمور تمضي بهذا الشكل ينذر بكارثة أمنية، خصوصًا في ظل وجود أطراف متربصة تسعى لتفكيك ما تبقى من مؤسسات الدولة، مؤكدين أن الحفاظ على حضرموت يبدأ من الاستجابة الفورية لمطالب الناس، وليس بالرهان على الصمت أو القمع أو الوعود المؤجلة.