في حادثة مؤسفة تسلط الضوء على تزايد محاولات العبث بالمواقع الأثرية، تعرّض موقع تاريخي فريد يقع في جبال سماخة التابعة لمديرية الأزارق بمحافظة الضالع لأعمال تخريب، نفذها مجموعة من الشباب من داخل المنطقة وخارجها، بعد أن قضوا يومين في الحفر والتكسير بحثًا عن كنوز مزعومة.
الموقع الذي يضم تشكيلات صخرية نادرة منحوتة على هيئة “رجال وأعواد” معلقة وسط الجبال، يُعد من أبرز الشواهد الحضارية التي تعود لحضارات سكنت المنطقة منذ قرون. ويمكن رؤية هذه المعالم من أسفل منطقة حلحال، حيث تُمثّل إرثًا تاريخيًا لا يقدّر بثمن.
وكانت مقاطع مصورة قد وثقت مؤخرًا هذا الموقع الأثري، في محاولة لتسليط الضوء على قيمته التاريخية ودق ناقوس الخطر بشأن ما يتعرض له من إهمال وتجاهل رسمي. غير أن المفاجأة جاءت حينما اكتشف الأهالي قيام مجموعة من الشبان بحمل مؤنهم وأدوات التكسير على ظهورهم، وقطع مسافات طويلة صعودًا إلى الجبال، في مغامرة غير قانونية للبحث عن الذهب أو ما يُعتقد أنها كنوز مدفونة.
ورغم قضائهم يومين في الموقع، لم تسفر محاولاتهم إلا عن العناء وخيبة الأمل، ليعودوا أدراجهم خاليي الوفاض.
هذه الواقعة المؤسفة تعكس حجم التهديدات التي تتعرض لها المواقع الأثرية في المناطق النائية، وتبرز الحاجة الماسة إلى نشر الوعي المجتمعي بأهمية حماية الإرث الحضاري، وتشديد الرقابة على أعمال التنقيب غير القانونية، والتي باتت تمثل خطرًا داهمًا على التاريخ اليمني المتنوع والغني.