آخر تحديث :الأربعاء-23 يوليو 2025-07:04ص
أخبار وتقارير

"وباء قاتل يفتك بأطفال ذمار: تفشٍّ خطير للحصبة وسط انهيار صحي كامل"

الثلاثاء - 22 يوليو 2025 - 08:08 م بتوقيت عدن
"وباء قاتل يفتك بأطفال ذمار: تفشٍّ خطير للحصبة وسط انهيار صحي كامل"
عدن الغد – خاص

تشهد محافظة ذمار وسط اليمن موجة تفشّي خطيرة لمرض الحصبة، مع ارتفاع سريع في أعداد الإصابات التي تتركز بشكل خاص بين الأطفال دون سن الخامسة، ما يثير تحذيرات من توسّع رقعة الوباء في ظل ضعف برامج التطعيم وانهيار الخدمات الصحية تحت سيطرة مليشيات الحوثي.


وكشفت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان، عن معالجتها أكثر من 1400 حالة حصبة منذ أبريل وحتى يوليو الجاري، موضحة أن الغالبية العظمى من المرضى أطفال. وأشارت إلى قفزة حادة في عدد الحالات، إذ ارتفعت من 800 حالة في الثاني من يوليو إلى أكثر من 1400 بحلول 21 من نفس الشهر، مسجلة زيادة تفوق 600 حالة خلال أقل من ثلاثة أسابيع.


وأوضح فريق الطوارئ التابع للمنظمة أن أكثر من 56% من المصابين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، فيما سجلت الإصابة ارتفاعًا بنسبة 219% خلال أول شهرين من 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وأرجعت المنظمة التفشي إلى "فجوات كبيرة في برامج التطعيم وصعوبة وصول المرضى للخدمات الصحية الأساسية"، مؤكدة أن معظم الحالات لم تتلق أي لقاح ضد الحصبة.


وفي تصريحات صحفية، أكدت الدكتورة فاتن الحبيشي، مسؤولة الإعلام بمكتب المنظمة في اليمن، أن "عقداً من الحرب والانهيار الصحي أدى إلى تفاقم الوضع، مما جعل السيطرة على أمراض قابلة للوقاية أمراً بالغ الصعوبة"، مشددة على أن "تدهور الأوضاع المعيشية وسوء التغذية يزيدان من قابلية الأطفال للإصابة".


وتواجه المنظومة الصحية تحديات متزايدة بسبب تراجع الدعم الإنساني والتمويل الدولي، ما يُضعف قدرة المؤسسات على التصدي للتفشيات. وتقدّم "أطباء بلا حدود" حالياً دعمها لمستشفى الوحدة التعليمي في ذمار، والذي يضم جناح عزل بسعة 40 سريرًا، بالإضافة إلى تشغيل ثلاث عيادات متنقلة في ست مديريات توفر العلاج والاستشارات الطبية مجاناً وتحول الحالات الحرجة إلى مراكز متخصصة.


وشدّدت المنظمة على استمرار التنسيق مع وزارة الصحة اليمنية لتعزيز برامج التطعيم وتوسيع نطاق الاستجابة الطبية بشكل عاجل في المناطق المتضررة.


يأتي هذا التفشّي في ظل حملات ممنهجة شنّتها مليشيا الحوثي ضد لقاحات الأمراض، ومنعها الحملات المتنقلة من أداء دورها في المدن والقرى، ما ساهم في تفاقم الأزمة الصحية وانتشار الوباء.