آخر تحديث :الإثنين-21 يوليو 2025-12:21ص
أخبار وتقارير

السويداء والحديدة.. استنساخ للأزمة وصناعة للخديعة!

الأحد - 20 يوليو 2025 - 09:06 م بتوقيت عدن
السويداء والحديدة.. استنساخ للأزمة وصناعة للخديعة!
عدن الغد- خاص

مع فارق شاسع في تفاصيل التشبيه إلا أن إجمالي الصورة واحد، السويداء في المعادلة السورية نسخة من الحديدة في المعادلة اليمنية، والحوثيين هم الدروز، يتكرر النسخ واللصق في قصة الأزمات لأن صانع السيناريو يتكرر.

إليكم عنواناً منسوخاً من الحديدة ملصوقاً بهوامشه وحواشيه في السويداء: المبعوث الأمريكي لسوريا ينقذ المتمردين الدروز عبر إيقاف تحرير السويداء بوساطة دولية.

في رمضان 2018 اتجهت قوات #المقاومة_التهامية مسنودة بقوات العمالقة والتحالف العربي لتحرير شامل لمدينة الحديدة -الشريان الاقتصادي الوحيد للانقلاب السلالي-، و #الساحل_التهامي كجغرافيا مؤثرة في مستقبل سلاسل الإمداد العالمية.

من الجنوب كانت القوات قد تجاوزت ساحة العروض وخاضت اشتباكات في ساحة جامعة الحديدة، شرقاً تم السيطرة على الطريق الرئيسي والتواجد في نطاق العمران في كيلو 7 وشارع الخمسين، شمالاً كانت كل تفاصيل بوابة ميناء الحديدة ترى بالعين المجردة.

تم التحكم برتم المدينة، ومبكراً خرجت القيادات الحوثية منها، فيما اقتربت المقاومة التهامية كانت متبقيات الجيوب الحوثية تعبيء شاصاتها بالمقاضي استعداداً لهروب مفاجيء وعزلة طويلة سيقضونها في جروف مران، رصدت الكاميرات نشاط الهروب ووثقته بالفيديو.

استنفرت الخارجية البريطانية كل زخمها الديبلوماسي وبرئاسة وزير الخارجية تمت الفزعة للحوثيين وإيقاف تحرير المدينة، تلاه تعيين مبعوث بريطاني باسم الأمم المتحدة مال لبث أن أخذ صورته في ميناء الحديدة بعد شهر من تعيينه، ثم ثالثة الأثافي خطيئة ستوكهولم لحماية الميليشيات ومنحها القوة والأمان.

لاحقاً تم استخدام الحوثي كبندق للإيجار يقلق ممر التجارة العالمية في البحر الأحمر ويبرر التواجد العسكري الأمريكي وإتاحة ضرب إسرائيل لإيجاد مبرر التدخل في الملف اليمني.

نفس الوظيفة التي يؤديها الدروز منذ تشكل إسرائيل، إذ يشكلون ثلث الجيش الإسرائيلي، ويتم إعدادهم كخط أمامي حماية لإسرائيل لمثل أحداث هذه الأيام.

مثير للغاية أن نشاهد البيدق الحوثي الذي يتغنى بضرب إسرائيل يؤيد بكل زخمه البيدق الدرزي الذي يحمي إسرائيل، انكشاف مبتذل لمسرح الدمى، وختم بالسذاجة لمن لم يفهم المشهد، ختم على جبهته مكتوبٌ فيه: ساذج.

اليوم ينسخ المبعوث الأمريكي لسوريا دور المبعوث البريطاني لليمن، مع فارق أن الفرصة السورية للتحكم بالمشهد أقوى؛ الدولة حاضرة، العشائر تحررت وامتلكت السلاح وقبله الإرادة والرغبة، ولن يفرط السوريون في حرق ورقة الابتزاز هذه.

قال ترامب في زيارته الأخيرة للرياض: إن المنطقة قسمت كما يريد الغرب وليس كما يريد أبناؤها، وأنه يعمل على تحسين الأوضاع السياسية في المنطقة. وأضيف: أن الاستقرار لن يكون بغير الانسجام الاجتماعي بين السلطة السياسية وإدارة الثروة العالمية.

لقد جرب الغرب طريقته وافتعل الأزمات وأسند الأقليات المستبدة وصنع انقلاباتها المستمرة وفشل، وعليه أن يجرب إرثنا وتقاليدنا في السلطة والثروة. ليس لدى الغرب اليوم إلا يكون صديقاً ويخوض تجربتنا.

لن يشعر بخطيئة ستوكهولم وخذلان التحرير إلا التهامي، من لامسته نيرانها مباشرة. أشعر كتهامي بتعاطف كبير مع عرب السويداء، وأطرب لفزعات العشائر العربية الأصيلة التي أمنت حتى حدود العراق، حفاظاً على المكتسبات وجلباً للمستحقات.

أخيراً سؤال جوهري، كما ينسخ الغرب تجربته من اليمن لسوريا للعراق، يجب علينا أن ننسخ التجربة في اليمن كما هي، فهذا هو سياق الحل الناجع، وأوله تغيير نخبة منقطعة عن الدولة العميقة التي استثمرت اقتصادنا في تصنيع الخيبة والأزمات.