كشف تحقيق دولي صادم أن تجارًا تابعين لجماعة الحوثي في اليمن يستخدمون منصتي "إكس" و"واتساب" لتجارة وتهريب الأسلحة، بما فيها أسلحة أمريكية الصنع، في انتهاك صارخ لسياسات الشركتين المالكتين للتطبيقين.
التحقيق الذي أجراه مشروع الشفافية التكنولوجية (TTP)، وهو منظمة مقرها العاصمة الأمريكية واشنطن تُعنى بمساءلة شركات التكنولوجيا الكبرى، أظهر أن هؤلاء التجار يديرون منذ أشهر حسابات علنية على منصة "إكس" لعرض أسلحة ثقيلة، من بينها بنادق عالية القدرة وقاذفات قنابل يدوية، ويقومون بتحويل المهتمين إلى تطبيق "واتساب" لاستكمال عمليات البيع والتواصل.
وبحسب التقرير، فإن بعض هذه الأسلحة تحمل ختم "ملكية الحكومة الأمريكية"، ما يشير إلى أنها كانت ضمن ترسانة الجيش الأمريكي سابقًا، ويُرجّح أنها وصلت إلى أيدي الحوثيين عبر السوق السوداء الدولية، خاصة بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وحدد التحقيق وجود 130 حسابًا على منصة "إكس" في اليمن تروّج لبيع الأسلحة، يتمركز أكثر من نصفها في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين. كما أظهرت العديد من هذه الحسابات ولاءها الصريح للجماعة، من خلال استخدام شعاراتها أو محتوى دعائي مؤيد لها.
ورغم أن شركتي "إكس" و"ميتا" المالكة لـ"واتساب" تضعان سياسات صارمة تحظر بيع الأسلحة عبر منصاتهما، إلا أن التحقيق أشار إلى أنه لم يُتخذ أي إجراء واضح لمنع هذه الأنشطة، ما يثير تساؤلات جدّية حول دور الشركات التكنولوجية في مراقبة المحتوى الذي يُستخدم في زعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي.
يُذكر أن هذه النتائج تفتح الباب واسعًا أمام مطالبات متزايدة بفرض رقابة أكثر صرامة على منصات التواصل الاجتماعي، التي تحوّلت إلى واجهات افتراضية لتجارة السلاح والجريمة العابرة للحدود.