أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة استئناف مليشيا الحوثي لهجماتها على السفن المدنية في البحر الأحمر، لا سيما الهجمات التي وقعت خلال الفترة من 6 إلى 8 يوليو/تموز الجاري، والتي أسفرت عن غرق سفينتين ومقتل عدد من البحارة.
وقال غوتيريش – في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه – إن غرق السفينتين "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي"، ومقتل ما لا يقل عن أربعة من أفراد طاقمهما، إضافة إلى إصابة آخرين وفقدان نحو 15 بحارًا، يمثل تصعيدًا خطيرًا جديدًا يهدد سلامة هذا الممر البحري الحيوي.
ودعا الأمين العام الحوثيين إلى الامتناع عن اتخاذ أي خطوات تعيق عمليات البحث والإنقاذ الجارية للعثور على البحارة المفقودين.
وقال غوتيريش إن هذه الأفعال - إلى جانب كونها هجوما غير مقبول على سلامة وأمن البحارة - فإنها انتهكت أيضا حرية الملاحة، وتسببت في خطر على النقل البحري، وتشكل خطرا جديا بحدوث أضرار بيئية واقتصادية وإنسانية كبيرة لبيئة ساحلية هشة بالفعل.
وأكد على ضرورة احترام القانون الدولي من قبل كافة الأطراف في جميع الأوقات، مشددا أيضا على ضرورة الاحترام الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2768 (2025) المتعلق بهجمات الحوثيين على السفن التجارية.
كما أكد غوتيريش أن الأمم المتحدة تظل ملتزمة بمواصلة جهودها الرامية لتحقيق تهدئة أوسع في المنطقة، فضلا عن استمرار التواصل مع الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية لتأمين حل مستدام وسلمي للنزاع في اليمن.
ويوم الخميس، أعرب المبعوث الأممي للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن بالغ قلقه إزاء التصعيد الأخير من قبل الحوثيين في البحر الأحمر، مؤكدا أن هذه الحوادث تعكس تزايد المخاطر التي تهدد أرواح المدنيين، والملاحة الدولية، والاستقرار الإقليمي.
وشدد غروندبرغ في بيان نشره مكتبه الإعلامي، أن مثل هذه الهجمات على السفن التجارية تُعد انتهاكاً للقانون البحري الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم 2722 (2024)، مجددا التأكيد على ضرورة احترام حرية الملاحة.
وحذر المبعوث الأممي من خطر الأضرار البيئية الجسيمة التي قد تنجم عن استهداف السفن، بما في ذلك احتمال التلوث البحري والعواقب الممتدة، داعيا الحوثيين إلى وقف الهجمات التي من شأنها تأجيج التوترات داخل اليمن ومحيطه.
كما دعا للبناء على الاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة بشأن وقف الأعمال العدائية في البحر الأحمر وتقديم ضمانات مستدامة للمنطقة وللمجتمع الدولي الأوسع، بما يضمن سلامة جميع من يستخدمون هذا الممر المائي الحيوي.