آخر تحديث :الأحد-06 يوليو 2025-08:08م
دولية وعالمية

لأول مرة منذ اغتيال كينيدي.. الـCIA تقر ضمنيًا بتورط ضابط بالحرب النفسية تواصل مع لي هارفي أوزوالد

الأحد - 06 يوليو 2025 - 02:35 م بتوقيت عدن
لأول مرة منذ اغتيال كينيدي.. الـCIA تقر ضمنيًا بتورط ضابط بالحرب النفسية تواصل مع لي هارفي أوزوالد
متابعات

في تطور هو الأول من نوعه منذ اغتيال الرئيس الأميركي جون إف. كينيدي قبل نحو 62 عامًا، أقرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ضمنيًا بضلوع أحد ضباطها المتخصصين في الحرب النفسية بالتواصل مع لي هارفي أوزوالد، المتهم الرئيسي في حادثة الاغتيال التي هزت الولايات المتحدة عام 1963.


الكشف الجديد جاء يوم الخميس، ضمن حزمة من 40 وثيقة تتعلق بالضابط جورج جوانيديس، الذي ظل اسمه لعقود مثار جدل بين الباحثين في ملف اغتيال كينيدي، إذ أشارت الوثائق إلى أن الوكالة ضللت الرأي العام طيلة تلك السنوات بشأن دوره في القضية، سواء قبل أو بعد الحادثة.


وتتضمن الوثائق مذكرة صادرة عن الـCIA بتاريخ 17 يناير 1963، تُظهر أن جوانيديس استخدم اسماً مستعارًا "هوارد جيبلر"، إضافة إلى رخصة قيادة مزورة. وهذا يتعارض بشكل صارخ مع موقف الوكالة الرسمي السابق الذي أنكرت فيه علمها باستخدام جوانيديس لذلك الاسم.


ويُعد هذا الاسم بالغ الأهمية، كونه ارتبط بضابط كان على اتصال مباشر مع نشطاء من "مديرية الطلاب الكوبية" (DRE)، وهي مجموعة مناهضة للشيوعية ومعارضة للزعيم الكوبي فيدل كاسترو. وكانت الوكالة قد أنكرت مرارًا سابقًا علاقتها بهذه المجموعة، رغم أن التحقيقات تشير إلى دورها المحوري في تضخيم صورة أوزوالد كـ"شيوعي مؤيد لكاسترو" بعد الاغتيال.


المؤلف والخبير في قضايا الاغتيال، جيفرسون مورلي، قال تعليقًا على الوثائق: "قصة التغطية على جوانيديس قد انتهت رسميًا... إنها خطوة كبيرة، وكالة الاستخبارات المركزية تغيّر روايتها بشأن لي هارفي أوزوالد".


وتأتي هذه الإفصاحات ضمن التزام الحكومة الأميركية، بموجب قانون سجلات كينيدي لعام 1992، الذي ألزم بالكشف عن الوثائق المتعلقة بالاغتيال، خاصة بعد أمر رئاسي سابق أصدره الرئيس دونالد ترامب بتسريع الكشف الكامل.


وتكشف الوثائق أن جوانيديس، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس فرع الـCIA في ميامي، كان يشرف على عمليات الحرب النفسية والسياسية، بما في ذلك تمويل وتوجيه مجموعة DRE سرًا.


وتشير الوقائع إلى أن أوزوالد دخل في مشاجرة مع عناصر من الـDRE في أغسطس 1963، أثناء توزيعه منشورات مؤيدة لكاسترو، تلتها مناظرة تلفزيونية بينهم سلطت الضوء عليه كعنصر شيوعي. وبعد الاغتيال، كانت المجموعة أول من نشر بيانات تتهمه بولائه لكاسترو، مما غذى الرواية الرسمية لاحقًا.


وتأتي هذه الحقائق الجديدة لتعيد إحياء الشكوك حول الرواية الأميركية الرسمية لعملية الاغتيال، وتفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول حقيقة ما جرى في دالاس عام 1963، ومن يقف خلف تلك الجريمة التي غيّرت مجرى التاريخ الأميركي.