أثار قرار رئاسة مجلس النواب بتشكيل لجان برلمانية ميدانية للنزول إلى المحافظات بهدف تفقد سير عمل المؤسسات الحكومية، استغراب الصحفي محفوظ كرامة، الذي وصف القرار بأنه "غريب وعجيب"، خاصةً وأنه صدر عن مجلس ظل غائباً عن أداء دوره التشريعي والرقابي لفترة طويلة.
وفي تعليق لافت، أشار كرامة إلى وصف الصحفي فتحي بن لزرق للمجلس بـ"المهاجر"، في إشارة إلى ابتعاده عن ممارسة مهامه الدستورية، سواء من خلال عقد دوراته البرلمانية الدورية أو عبر تواصل أعضائه مع دوائرهم الانتخابية وتلمّس هموم ناخبيهم.
واعتبر كرامة أن القرار يفتقر إلى الأساس الواقعي، متسائلاً عن جدوى إرسال نواب إلى محافظات لا ينتمون إليها ولا يعرفون تفاصيل أوضاعها، في حين يتم تجاهل نواب تلك المحافظات أنفسهم. وضرب مثالاً بتكليف النائبين سالم منصور وعشال، وهما من محافظة أبين، بالنزول إلى محافظات أخرى، بينما يتم إرسال نواب من خارج أبين لتفقد أوضاعها.
وأضاف: "أليس من المنطقي أن ينزل نواب المحافظة إلى محافظاتهم؟ فهم الأقدر على فهم واقعها ومعاناة أهلها، لا أن يأتي نائب من محافظة أخرى ليقيّم أوضاعاً لا يعرف عنها شيئاً إلا من خلال تقارير أو انطباعات مسبقة".
وختم كرامة حديثه بوصف القرار بأنه "سقطة لا مثيل لها" من هيئة يفترض بها أن تكون معنية بأوضاع البلاد والعباد، في وقت تمر فيه البلاد بأزمات خانقة تشمل غياب الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه، وانقطاع المرتبات، وارتفاع الأسعار، وتدهور العملة، قائلاً: "وما خفي كان أعظم".
