في تصعيد ميداني جديد على جبهة دارفور، تمكنت القوات المسلحة السودانية من إحباط هجوم واسع شنّته قوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر، مستهدفة تطويقها من المحورين الشرقي والشمالي الغربي، بحسب مصادر عسكرية.
وبحسب ما أفادت به مصادر ميدانية، شنّ سلاح الجو السوداني، مدعومًا بطائرات مسيّرة، ضربات دقيقة استهدفت مواقع وتجمعات للميليشيا، وأسفرت عن تدمير آليات ومعدات وقتل عدد من عناصر "الدعم السريع"، في واحدة من أعنف المعارك التي تشهدها المدينة منذ بدء الحصار.
وتزامن الهجوم مع تحركات مكثفة لقوات "الدعم السريع" باتجاه الميناء البري شرق الفاشر، في محاولة للسيطرة على مداخل المدينة، فيما نفّذت طائرة مسيّرة غارة استهدفت فعالية للمجموعة المسلحة في مدينة كاس بجنوب دارفور، كان يحضرها نائب قائد "الدعم السريع" عبد الرحيم دقلو، الذي نجا من القصف بأعجوبة.
في الأثناء، أطلقت تنسيقية لجان المقاومة تحذيرات من قرب سقوط الفاشر، واصفة المدينة بأنها "القلعة الأخيرة لوحدة السودان"، وطالبت بتدخل عسكري فوري لوقف ما وصفته بـ"الانهيار الوشيك".
واتهمت سلطات المدينة قوات "الدعم السريع" بتعمد تدمير شبكة إمدادات المياه، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني، في ظل استمرار القصف، وانقطاع المساعدات، وغياب الرعاية الصحية، وسط رفض متكرر من قبل الميليشيا لأي مبادرات للتهدئة.
من جهته، حذّر برنامج الأغذية العالمي من مجاعة محتملة تهدد حياة أكثر من 300 ألف مدني محاصر في الفاشر، معظمهم من النازحين من معارك سابقة، داعيًا إلى فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات.
سياسيًا، تتواصل أزمة تشكيل الحكومة الانتقالية في الخرطوم، وسط خلافات عميقة مع حركات دارفور حول تقاسم السلطة. في المقابل، أعلن "تحالف تأسيس"، بقيادة محمد حمدان دقلو ونائبه عبد العزيز الحلو، عن خطة لـ"تفكيك الدولة القديمة وبناء سودان جديد"، ما يعكس تصاعد الاستقطاب السياسي والعسكري في البلاد.
ورغم التحديات الأمنية، أكدت الحكومة السودانية التزامها بإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر، رغم الهجمات التي تتعرض لها فرق الإغاثة، في بلد بات على شفا كارثة شاملة.