شهد "قصر سيئون" التاريخي، أحد أبرز المعالم المعمارية في محافظة حضرموت، عملية ترميم شاملة أعادت له ألقه المعماري والثقافي، ضمن جهود البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن للحفاظ على الإرث اليمني وتعزيز التنمية المستدامة.
وتضمنت أعمال الترميم إعادة تأهيل الزخارف والنقوش التقليدية التي تزين جدران القصر وأروقته، إلى جانب تدريب فرق محلية من مهندسين وفنيين على تنفيذ أعمال الصيانة الدورية، بما يضمن استدامة الحفاظ على القصر مستقبلاً.
ويتكوّن القصر من سبعة طوابق تضم 96 غرفة مختلفة الأحجام، من بينها 45 غرفة كبيرة و14 مستودعاً، إضافة إلى العديد من الملحقات. وقد تحول اليوم إلى مركز ثقافي بارز، حيث يُستخدم جزء منه كمتحف أثري يضم قطعاً وصوراً نادرة يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كما يحتوي على مكتبة عامة تقدّم خدماتها للباحثين والمهتمين بالمعرفة والتراث.
ويمثل مشروع الترميم خطوة نوعية نحو تعزيز السياحة الثقافية في حضرموت، إذ بات القصر أكثر استعداداً لاستقبال الزوّار على مدار العام، واستضافة الفعاليات الثقافية والمناسبات المجتمعية، مما يعزز مكانته كأحد أهم المعالم السياحية في اليمن.
ويأتي ترميم "قصر سيئون" ضمن سلسلة مشاريع أطلقها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن للحفاظ على الهوية الثقافية اليمنية، من بينها ترميم مكتبة الأحقاف التاريخية، وإحياء الحرف التقليدية عبر معمل "حرفة"، إلى جانب دعم اللغة المهرية بوصفها جزءاً من التنوع اللغوي في البلاد.
يُذكر أن بناء قصر سيئون استغرق نحو 15 عاماً، وشُيّد على مساحة تُقدّر بـ 5,460 متراً مربعاً باستخدام الطوب اللبن كمادة أساسية، جامعاً بين أنماط معمارية غنية تعكس التنوع الثقافي والفني الذي ميز المنطقة في تلك الحقبة.
ويعد هذا المشروع جزءاً من حزمة تنموية أوسع تشمل 264 مشروعاً ومبادرة نفذها البرنامج في مختلف أنحاء اليمن، تغطي قطاعات حيوية من بينها: التعليم، الصحة، الطاقة، النقل، المياه، الزراعة، الثروة السمكية، والبرامج التنموية وبناء قدرات الحكومة اليمنية.