آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-03:04م
دولية وعالمية

اليابان تكسر القيود وتجري أول تجربة صاروخية على أراضيها في تحول عسكري تاريخي

الثلاثاء - 01 يوليو 2025 - 09:40 ص بتوقيت عدن
اليابان تكسر القيود وتجري أول تجربة صاروخية على أراضيها في تحول عسكري تاريخي
عدن الغد / متابعات

في خطوة تعكس تحولًا جذريًا في العقيدة الدفاعية اليابانية، نفذت قوات الدفاع الذاتي البرية أول تجربة صاروخية من نوعها داخل الأراضي اليابانية، في مؤشر واضح على اتجاه طوكيو نحو تعزيز قدراتها العسكرية في مواجهة تنامي التهديدات الإقليمية من الصين وروسيا.


وأُجريت التجربة في ميدان "شيزوناي" للرماية الواقع في جزيرة هوكايدو شمال البلاد، باستخدام صاروخ أرض-بحر قصير المدى من طراز 88، حيث استهدفت التجربة قاربًا بدون طيار على بعد 40 كيلومترًا قبالة الساحل الجنوبي لهوكايدو، بمشاركة نحو 300 جندي من اللواء المدفعي الأول.


وأكدت السلطات العسكرية أن الصاروخ المستخدم في التجربة تدريبي، مشيرة إلى أن النتائج الفنية لا تزال قيد التحليل. ووصفت التجربة بأنها خطوة رمزية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في القدرات الدفاعية، بعدما كانت طوكيو تُجري تدريبات مماثلة خارج حدودها، تحديدًا في الولايات المتحدة وأستراليا، نتيجة القيود الأمنية والمساحات المحدودة داخل البلاد.


تحول إستراتيجي


تأتي هذه التجربة في إطار تحول سياسي وأمني تقوده اليابان، لا سيما بعد تبنيها إستراتيجية أمنية وطنية مدتها خمس سنوات عام 2022، صنّفت خلالها الصين كـ«أكبر تحدٍ إستراتيجي»، داعية في الوقت ذاته إلى تعزيز التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة.


ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه اليابان مواجهات دبلوماسية وأمنية مع الصين، بسبب الأنشطة البحرية المتزايدة في بحر الصين الشرقي، والتدريبات العسكرية المتكررة مع روسيا قرب المياه اليابانية، ما تعتبره طوكيو تهديدًا مباشرًا لاستقرارها الإقليمي.


سباق التسلح الصاروخي


في سياق هذا التحول، تواصل اليابان العمل على توسيع ترسانتها الصاروخية، من خلال:


نشر صواريخ "توماهوك" الأمريكية بعيدة المدى بحلول نهاية العام الحالي.


تطوير نسخة مطورة من صواريخ أرض-بحر طراز 12، يصل مداها إلى 1000 كيلومتر، أي عشرة أضعاف مدى الطراز 88.


بناء ميدان إطلاق جديد في جزيرة "ميناميتوريشيما" غير المأهولة بالمحيط الهادئ، لتعزيز الردع العسكري في المناطق الشرقية التي شهدت تحركات بحرية صينية نشطة مؤخرًا.



ويُعد صاروخ طراز 88 أحد الأعمدة الأساسية في منظومة الدفاع الساحلي الياباني، ويبلغ مداه 100 كيلومتر، وقد تم تطويره من قبل شركة "ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة"، ليُركب على شاحنات ويُستخدم بشكل مرن في العمليات الدفاعية.


التهديد الروسي


التجربة الصاروخية تأتي أيضًا في ظل تصاعد التوترات في الشمال، على خلفية النزاع الحدودي مع روسيا حول جزر كوريل القريبة من هوكايدو، ما يفرض على اليابان استعدادًا متعدد الاتجاهات لمواجهة الأخطار المحيطة.


وتشير المعطيات إلى أن اليابان لم تعد تكتفي بسياسة الدفاع التقليدي، بل باتت تتجه نحو بناء عقيدة عسكرية هجومية ورادعة، تعيد رسم موقعها في خارطة الأمن الآسيوي، وتبعث برسائل واضحة إلى الخصوم المحتملين بأنها مستعدة لأي مواجهة، مهما كانت الجهة أو المستوى.