قبل شهر فقط من انطلاق النسخة الأولى من بطولة كأس الخليج العربي للشباب لكرة القدم، لا يزال منتخبنا الوطني اليمني للشباب يفتقر إلى أهم مقومات الاستعداد التي يحتاجها أي فريق قبل خوض منافسات قارية، إقليمية أو خليجية، وهي: معسكر إعدادي منظم، ومباريات ودية دولية تعزز الانسجام وتكشف مكامن الضعف قبل فوات الأوان.
إن غياب التحضيرات، رغم الظروف الصعبة والمعقدة التي يمر بها الوطن، لا يُعد مبررًا لتكرار الإخفاقات، بل يجب أن يكون دافعًا مضاعفًا للاتحاد العام لكرة القدم، بقيادة الشيخ أحمد صالح العيسي، المعروف بـ"رجل المهمات الصعبة"، للتحرك بشكل فوري وعاجل نحو ترتيب معسكر خارجي حقيقي، تتخلله مباريات ودية مع منتخبات ذات مستوى مقارب أو أعلى، لخلق أجواء تنافسية تحاكي واقع البطولة المرتقبة.
فهذه البطولة ليست مجرد مناسبة كروية عابرة، بل محطة تاريخية، كونها تُقام للمرة الأولى في المنطقة، وتجمع نخبة المنتخبات الخليجية في فئة الشباب. إنها فرصة لا تتكرر بسهولة لكتابة أولى صفحات الأمل والإنجاز، ولإظهار أن شباب اليمن قادرون على التحدي والصمود، حتى من وسط الركام والدمار.
إننا اليوم في أمسّ الحاجة إلى فرحة كروية حقيقية، تعيد ولو جزءًا بسيطًا من البسمة إلى شفاه شعب أثقلته الحروب والأزمات. يكفينا وجعًا ومآسي.. دعونا نحلم، ولنجعل من منتخب الشباب بوابة عبور نحو مستقبل مشرق، يبدأ من المستطيل الأخضر.
فهل سنشهد خلال الأيام القادمة تحركًا جادًا من الاتحاد لتنظيم مباريات ودية ومعسكر إعداد حقيقي؟ وهل سنمنح هؤلاء الشباب الأدوات والدعم اللازمين ليصنعوا الفارق؟
خصوصًا أن البطولة ستُقام في المملكة العربية السعودية في أغسطس القادم، بمشاركة منتخبات: اليمن، السعودية، العراق، عمان، الكويت، الإمارات، البحرين، وقطر.
ننتظر، والقلوب معلّقة بالأمل والطموح المشروع .
