ترأس وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم محمد بحيبح بالعاصمة المؤقتة عدن اليوم اجتماعاً موسعاً خُصص لاستعراض ومناقشة مسودة استراتيجية التغيير الاجتماعي والسلوكي الرامية إلى خلق الطلب على خدمات التحصين والتطعيم لدى الأطفال في اليمن بحضور وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الأولية الدكتور علي احمد الوليدي وعدد من قيادات الوزارة وممثلي منظمة الإنقاذ الدولية الشريكة وخبراء الصحة المجتمعية والتثقيف الصحي
وخلال الاجتماع أشار الوزير بحيبح إلى الأهمية البالغة لهذه الاستراتيجية
واصفاً إياها بأنها خارطة طريق مستقبلية لتعزيز الإقبال على خدمات التحصين خاصة في المديريات ذات نسب التغطية المنخفضة ... مشدداً على أن التحدي الرئيسي لا يكمن فقط في توفر اللقاحات بل في كيفية إقناع المواطنين بطلبها والسعي إليها لحماية أطفالهم من الأمراض القابلة للتمنيع
وأكد الوزير على ضرورة تقييم الآليات الحالية المرتبطة بخدمات التحصين وتحديث الأدوات والمقاربات المستخدمة في نشر الوعي ...داعياً إلى العمل بروح الفريق الواحد بين الوزارة وكافة المنظمات والجهات الداعمة من أجل توحيد الجهود وتحقيق الأثر المنشود في رفع معدلات التغطية بالتطعيم
كما دعا الوزير للاستفادة من التجارب الأخرى والمبادرات الناجحة في مجال تغيير السلوك المجتمعي والعمل على تحويل بنود الاستراتيجية إلى أنشطة عملية وواقعية تعكس احتياجات المواطنين وتستجيب للتحديات الميدانية .. مشيراً إلى أهمية مواصلة مراجعة الاستراتيجية وتحديثها بالتنسيق مع القطاعات المختلفة في الوزارة وشركاء الصحة
وشهد الاجتماع عدداً من المداخلات والنقاشات التخصصية من قبل كوادر الوزارة وممثلي منظمة الإنقاذ الدولية الداعمة تم خلالها طرح مقترحات لتطوير أدوات التغيير السلوكي وتحديد الأولويات وتكييف الرسائل التوعوية لتناسب الخصوصيات الثقافية والمجتمعية في مختلف المحافظات
في السياق ذاته أكد وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الأولية الدكتور علي احمد الوليدي أن الاستراتيجية تمثل نقلة نوعية غ التخطيط للجانب السلوكي من خدمات التحصين.. موضحا أنها تعتمد على أسس علمية وتراعي التحديات الميدانية.. مشدداً على ضرورة الاستمرار في العمل التكاملي بين جمغ الادارات الفنية للوصول إلى نتائج ملموسة
من جانبه قدّم مدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني الدكتور عارف الحوشبي عرضاً عن مراحل إعداد الاستراتيجية ..موضحاً أنها مرت بمراحل متعددة من التقييم الفني والمراجعة مع المختصين.. مشيراً إلى أنها باتت جاهزة للإقرار النهائي بعد إدراج الملاحظات والمقترحات التي أبداها المشاركون.
وأكد الدكتور الحوشبي على أن الاستراتيجية تستند إلى منهجيات علمية وسلوكية ذات أثر وتأخذ في الاعتبار التحديات المحلية والتفاوت في مستويات الإقبال على خدمات التطعيم مبيناً أنها تستهدف رفع الوعي وتعزيز الممارسات الإيجابية، وزيادة ثقة المجتمع في اللقاحات والعاملين الصحيين.
ويأتي هذا الاجتماع ضمن جهود وزارة الصحة العامة والسكان لتعزيز برامج التحصين الموسع ومواجهة تحديات الأمراض القابلة للتمنيع في ظل سياق صحي وإنساني صعب يواجهه اليمن ما يتطلب تنسيقاً أكبر وتدخلاً فعالاً يدمج بين التوعية والتثقيف والسلوك المجتمعي الداعم للصحة.
ومن المتوقع أن تسهم الاستراتيجية بعد إقرارها وتنفيذها في رفع نسب التغطية بالتطعيم وخفض معدلات الإصابة بالأمراض المعدية بما يدعم أهداف الوزارة في تعزيز صحة الطفل والمجتمع ككل
