شيعت صباح اليوم الأحد، قيادة اللواء الثاني مشاة بمشاركة قيادة العمليات العسكرية المشتركة، الشهيد البطل مارسيل عمر مطلق صالح الدغفلي ، الذي ارتقى شهيدًا يوم أمس السبت 21 يونيو، مزنّرًا بالعزة في قطاع الفاخر شمال الضالع، مقبلًا غير مدبرًا، ثابت الخطى على درب الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة.
كان الدغفلي واحدًا من أنقى من أنجبتهم ميادين البطولة، رجلًا من الطراز النادر، خاض معارك الشرف بشجاعة الفرسان، مؤمنًا بأن الجنوب لا يُصان إلا بالعطاء اللامحدود والدماء الطاهرة. يوم وداعه لم يكن عاديًا، بل كان مأثرة وطنية ومشهدًا خالصًا من الوفاء، شارك فيه المئات من رفاق السلاح ووجهاء المجتمع، يتقدّمهم قادة الميدان وصنّاع القرار العسكري الذين حضروا ليجددوا القسم فوق الثرى الذي احتضنه، بأن لا هدنة مع البغي، ولا تراجع عن خط الدفاع الأول للكرامة.
بدأ موكب التشييع من مستشفى النصر، ومرّت الخطى بحذر الجلال صوب مركز الدار الحديث، حيث أُقيمت الصلاة على الجثمان الطاهر وسط عيون دامعة وقلوب يعتصرها الألم، قبل أن توارى جثمانه الزكية ثرى مقبرة ذخار، تظللها الدعوات وتحيطها نظرات العهد الأخير.
وفي كلمة غلفها التأثر والثبات، شدد اللواء الركن عبدالعزيز الهدف قائد اللواء الثاني مشاة، أن الرد سيكون على مستوى الدم، وأن وجع فراق الشهداء سيُترجم إلى انتصارات متوالية تكسر شوكة المليشيات الحوثية، وتطيح بأحلامهم الواهية في وأد الجنوب. وأكد أن الشهيد مارسيل لم يكن فردًا، بل مؤسسة من الإخلاص والانضباط، يمثل جيلًا صاعدًا لا يعرف الخنوع ولا يرضى بالانكسار.
فاجعة الاستشهاد لم تُخمد جذوة العزيمة، بل أججت نار الإصرار، ورسّخت في وجدان القوات الجنوبية أن النصر لا يُؤخذ بالتمني، بل يُنتزع بالتضحيات الجِسام. فدماء مارسيل - ورفاقه من الشهداء - لا تسيل هدرًا، بل ترسم خارطة التحرير، وتزرع في كل مترٍ من الجنوب بذور السيادة التي لا تلين.
*من ذياب الحسيني