قال رئيس تحرير صحيفة عدن الغد، الصحفي فتحي بن لزرق، إن من أغرب المقالات والتصريحات السياسية التي قرأها في حياته كانت للوزير عبدالناصر الوالي، أحد قيادات المجلس الانتقالي، واصفًا إياها بأنها اعتراف صادم وغير مسبوق بالعجز الكامل بعد عشر سنوات من السيطرة على مدينة عدن.
وأضاف بن لزرق في مقال نشره تحت وسم "#سيطرة_لا_إدارة"، أنه قرأ المقال مرة ثم عاد إليه مرارًا، وفي كل مرة كان يزداد يقينًا بأن "هؤلاء لن يقيموا دولة، ولو امتد بهم الزمن ألف عام"، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن الوزير الوالي كتب بوضوح أن السلطة في عدن غير قادرة على العمل رغم سيطرتها الكاملة منذ عقد من الزمن، مرجعًا ذلك إلى "دولة عميقة لا تُرى ولا تُلمس" تعيقهم.
وأوضح بن لزرق أن الوالي أقر بفشل السلطات في تشغيل المصافي، وحماية حصة عدن من الغاز، وتشغيل خمسمئة ميجا من الكهرباء رغم امتلاكها، كما تحدث عن التلاعب بالعملة وعدم القدرة على وقفه، والفشل في إدارة شركة "عدن نت"، مما أدى إلى بقاء المواطنين بلا اتصالات.
وأكد بن لزرق أن كل ما قاله الوزير يمكن تلخيصه بجملة واحدة: "نحن نُمسك بزمام المدينة، بل الجنوب كله، لكن لا نقدر على فعل شيء".
وتابع بن لزرق قائلًا: "لو صدر مثل هذا الحديث بعد عام أو عامين من تحرير عدن، لوجد له الناس عذرًا، لكن بعد عشر سنوات كاملة من الهيمنة والسيطرة والقوة، فإن كل ما يُقال لا يؤدي إلا إلى نتيجة واحدة: نعم، سيطرتم بالسلاح، لكنكم فشلتم في إدارة الدولة".
واختتم تصريحه بالقول: "هكذا تنتهي الحكاية... بلا بطولات، ولا إنجازات، فقط عذر يتكرر، وفشل يتجدد، ودولة تذوي في قبضة من لا يجيد إلا الخطاب".