آخر تحديث :الجمعة-20 يونيو 2025-08:02م
وفيات

الشخصية الإجتماعية و الرياضية الوفي أبوسيد بن عقيل في رحاب الخالدين

الجمعة - 20 يونيو 2025 - 04:09 م بتوقيت عدن
الشخصية الإجتماعية و الرياضية الوفي أبوسيد بن عقيل في رحاب الخالدين
(عدن الغد) خاص:

كتب / حسن علوي الكاف :


ودعت مدينة تريم وقرية اللسك شرق المدينة في يوم مشهود و في موكب جنائزي مهيب يتقدمهم عدد من العلماء الأفاضل ومحبي الفقيد وجموع كبيرة أمتلأت بهم ساحة التربه ودعوا الشخصية الإجتماعية والرياضية صاحب الذكر الطيب رئيس نادي اللسك الرياضي الثقافي الاجتماعي ولاعب نادي الوحدة بتريم في ثمانينات القرن الماضي الراحل حسن بن عمر بن عقيل أبوسيد بعد حياة حافلة بالعمل الوطني قدمها الفقيد بعدة مجالات .

ويعد الفقيد أبو سيد شخصية شاملة و تحظى بحب وتقدير الكثيرين لما يتمتع به من أخلاق وتواضع مع الجميع دون تمييز .

ولد الفقيد في قرية اللسك في عام 1961م وتربى وترعرع في كنف اسرته العلمية الكريمة وتشرب منها الأدب والخُلق الحسن ودرس الإبتدائية في مدارس القرية والإعدادية بمنطقة قسم واستكمل دراسته الثانوية في مدينة تريم بأول دفعة وتخرج منها في العام الدراسي 1979 / 1980م مع كوكبة من الكوادر الوطنية المشهود لها بالعمل الطيب وبعد التخرج خاض مجال التدريس مدرسا بمدرسة باعلال الابتدائية لعامين خدمة عسكرية و بعدها خاض معركة الحياة ومرارتها .


*شخصية رياضية تشهد له الميادين*


يعد أبو سيد من الركائز الرئيسه لمنطقة اللسك في لعبة كرة القدم وقلب دفاعها النابض و كان مدافعا صلبا مقاتلا وصاحب اداء رجولي ومساندا للخطوط الإمامية في إحراز الأهداف و وجوده داخل الملعب يعد داعما ومحفزا للأعبين في تقديم مستوى أفضل والضغط على الخصم في كثير من المباريات فقد لعب ضمن الفريق الرياضي ثانوية تريم وحقق معه بطولات الوادي للثانويات مرات عديدة وكانت الثانوية في حينها تضم نجوم كروية بارزه كما برز مع حي 2 مارس القرية في بطولات الأحياء السكنية بمركز تريم وكان ندا كبيرا لكثير من الأحياء وحققوا عدة انتصارات ونظرا لما يقدمه من تميز مع الثانوية ومنطقته القرية تم اختياره لتمثيل نادي وحدة تريم رغم ما تزخر به من نجوم كروية كثيرة بتلك الفترة وبالفعل استطاع أن يثبت جدارة بتمثيل نادي وحدة تريم في كثير من المباريات بكل تفانٍ رغم الاصابات التي لحقت به و أرضيات ملاعبنا الترابية و نتيجة لتزايد الإصابات والظروف الخاصة ابتعد عن ممارسة الكرة ومتابعتها بين فترة وأخرى وعند اقرب فرصة لديه لايفوتها بحضوره إلى الملاعب لمشاهدة التمارين والمباريات التي تقام بمديرية تريم لأن معشوقته كرة القدم تسري بدمه ،

عانى الراحل أبوسيد معاناة قاسية في حياته لكن إعتماده على الله ومن ثم على جهوده المضنية لتأمين حياته و أسرته بعيش كريم عمل الفقيد بسيارة البيجو لنقل الركاب من تريم إلى سيئون وإلى المكلا لعدة سنوات وعمل في تربية الأغنام والبيع والشراء فيها وبيع وشراء السيارات وظل يكابد الحياة


*حب الكويت وقصة الأغتراب الأولى والثانية*


يكن أبو سيد لدولة الكويت الشقيقة محبة كبيرة ومتابعته للرياضة الكويتية ونجومها الكروية في عصرها الذهبي ولازال متابعا وبالمناسبة وفهو قدساوي ففي منتصف الثمانينات من القرن الماضي حصل على فيزة عمل في دولة الكويت وشد الرحال إليها دون تردد لخوض مرحلة جديدة مع الأغتراب وعمل هناك لسنوات ونتيجة للغزو العراقي للكويت عاد إلى حضرموت مثل كثير من المغتربين ، وعمل بالأعمال الخاصة بحكم خبرته في عملية البيع والشراء واستمر سنوات و عاد مرة أخرى إلى دولة الكويت التي يكن لها محبة من قلبه وعمل في محلات العطور في سوق المباركية وكان قريبا من المغتربين هناك حيث يقوم بزيارتهم وتلمس أحوال الكثير منهم بين فترة وآخرى فهو كريم العطاء لايبخل عليهم في دعمهم بكلما يستطيع و يعاملهم معاملة الأب والأخ والصديق هذا مايتحدث به كثير من المغتربين بدولة الكويت و رحيله يعد خسارة كبيرة عليهم وعلينا ايضا ولكنها إرادة الله لا إعتراض عليها متمنين له الرحمة والمغفرة .


*الخاتمة الطيبة والجموع الكثيرة*


ابو سيد معدنه معدنا أصيل و رغم غربته إلا إن قلبه دايما بين مسقط الراس قرية اللسك ومدينة تريم وحضرموت والوطن بشكل عام ، تواصله مع أهله وأصدقائه ومتابعة أخبار و أحوال البلاد والمناسبات التي تقام هنا وهناك و له بصمات كثيرة في السعي لإعمال الخير و هذا دليل الحب الصادق لبلده ، تم أختياره بأن يترأس نادي اللسك الرياضي الإجتماعي الثقافي رغم مشاغله فقد عمل مع الهيئة الإدارية بظروف صعبة للغاية وبذلوا جميعا قصارى جهودهم لتحقيق نتائج إيجابية مشرفة للنادي وعند عودته إلى البلاد في هذه المرة بداء يلوح بتقديم إستقالته من رأسة النادي نتيجة للظروف الصحية التي يمر بها وكأن لديه إحساس بأن لحظة الفراق قد حانت وسبق وان تحدثني بمقترح سيكون له اثر إيجابي كبير لو تحقق سنتناوله في مقال أخر ، ولأن الموت لا محال له عاد قبل عيد الأضحى المبارك لقضاء إجازة العيد بين الأهل والأصدقاء وقام بزياراتهم وتفق أحوالهم وهذه من صفاته الحميدة التي تميز بها ، و وفقه الله بأن يصوم أيام العشر من ذي الحجة رغم الحرارة الشديدة وتردي خدمات الكهرباء لان ايمانه بالله كبير وظل مهتما برعي الأغنام والعناية بها إلى أخر يوم في حياته ،

أبو سيد من الرجال الزيان فقد ختم حياته بإعمال طيبة لوجه الله واختاره الله بأن يكون لجواره في هذه الأيام المباركة ،

*الخبر الحزين شاع*


عندما شاع خبر وفاته أصيب الكثير بغصة كبيرة لسماع هذا الخبر الحزين لفراق شخصية محبوبه يشار إليها بالبنان شخصية قلما تجد مثلها اليوم وهذا مايتحدث به الكثيرين فقد سارع المعزون إلى منزله من كل قرى ومدن حضرموت لتقديم التعازي لاولاده وأهله بهذا المصاب الكبير الذي أصابهم وكلهم يملؤهم الحزن العميق على فراقه ،

و وسط حشود كثيرة في مدينة تريم تمت الصلاه عليه صبيحة يوم الأثنين ومن ثم الصلاة عليه في مسقط راسه منطقة القرية شرقي تريم حيث وارى جثمانه الطاهر مقبرة المنطقة عند اجداده واهله .

قبل رحيله بإقل من يوم كنا في تواصل معه عبر الواتساب و لم نعلم إنه الوداع الأخير فتواصلنا معه بشكل مستمر منذُ سنوات ،

بهذا المصاب الجلل اتقدم بإحر التعازي إلى اولاده وأهله ومحبيه ولكافة منتسبي نادي اللسك الرياضي ونادي وحدة تريم ومنتسبيه ولكافة الوسط الرياضي بهذا المصاب الجلل سائلين الله العلي العظيم أن يرحمه ويسكنه الجنة ويلهم أهله الصبر والسلوان وإنا على فراقه لمحزنون إنا لله وإنا إليه راجعون ...