آخر تحديث :الخميس-19 يونيو 2025-02:16م
أخبار عدن

أين اختفت عادات يوم الخميس في عدن؟ شوارع وأسواق خالية تعكس عمق الأزمة الاقتصادية

الخميس - 19 يونيو 2025 - 09:24 ص بتوقيت عدن
أين اختفت عادات يوم الخميس في عدن؟ شوارع وأسواق خالية تعكس عمق الأزمة الاقتصادية
عدن ((عدن الغد)) خاص:


يوم الخميس في عدن، ذاك اليوم الذي كان يُعد مناسبة أسبوعية غير معلنة للتبضع والتجهيز والفرح، أصبح اليوم مشهدًا باهتًا تكسوه ملامح الأزمة، وشوارعًا خالية وأسواقًا شبه مهجورة، في انعكاس واضح لحجم المعاناة التي يعيشها المواطنون بفعل الانهيار الاقتصادي وغياب القدرة الشرائية.


في السابق، كان الخميس يومًا مميزًا في المدينة، تعج فيه الأسواق بالمشترين، وتكتظ المحلات بزبائن يبحثون عن مستلزمات الأسبوع، وتنتشر رائحة الخبز الطازج والحلويات، وتُسمع ضحكات الأطفال في محال الملابس. أما اليوم، فلا أثر لتلك الحيوية، فالأسواق ساكنة، والبائعون يجلسون بصمت خلف بضائع راكدة، والزوار لا يتعدّون المتفرجين.


ويقول أحد أصحاب محال الخضار في الشيخ عثمان لـ"عدن الغد": "الخميس كان عندنا موسم، اليوم يمر مثل أي يوم عادي، وأحيانًا أسوأ... الناس ما عاد تشتري، بالكاد يكتفون بالضروريات".


تعليق آخر من صاحب محل لبيع الملابس في كريتر يقول: "كنا نجهّز للموسم في منتصف الأسبوع، الآن نغلق قبل المغرب من قلة الزبائن... الراتب لا يكفي والناس أصبحت تشتري بالحبة إن استطاعت".


ويرى مراقبون أن مظاهر الخميس التي كانت تعكس شكلًا من أشكال الارتياح النسبي، تبخّرت بفعل تآكل العملة المحلية وارتفاع الأسعار الجنوني، إلى جانب انقطاع المرتبات وفقدان كثير من العائلات لأي مصدر دخل ثابت، ما جعل من أبسط طقوس الحياة رفاهية مستحيلة.


وبات مشهد الخروج العائلي، أو اقتناء كسوة بسيطة، حلمًا مؤجلًا، في ظل واقع اقتصادي متدهور تتفاقم فيه المعاناة اليومية، وتغيب فيه أي حلول حكومية ملموسة تخفف عن المواطن وطأة الأزمة.


وفي الوقت الذي تتواصل فيه التصريحات الرسمية عن الخطط والإصلاحات، تبقى عدن – بكل تاريخها وعراقتها – مدينة تنزف بصمت، وتودّع أيامها الجميلة، في انتظار من يعيد إليها شيئًا من روحها المفقودة.