كشف مدير عام مديرية مقبنة، الأستاذ حميد غالب الخليدي، عن صورة قاتمة للانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في المديرية، وذلك خلال مداخلة قوية له في اللقاء الموسع الذي نظمته "اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان" بمحافظة تعز.
جاءت مشاركة الخليدي ضمن اللقاء الذي عقدته اللجنة مع مدراء عموم مديريات تعز، بهدف مناقشة آليات الوصول إلى الضحايا وإنصافهم.
وثمّن الخليدي انعقاد اللقاء، واصفاً إياه بـ "المبادرة التي طال انتظارها"، ومؤكداً على أهميته البالغة في هذا التوقيت الحرج لتوثيق هذه الجرائم والعمل على إنصاف الضحايا.
وفي مداخلته، رسم الخليدي صورة مفصلة للوضع المأساوي في مقبنة، موضحاً أن المناطق المحررة لا تزال ترزح تحت وطأة القصف المدفعي المستمر وهجمات الطيران المسيّر، فضلاً عن عمليات القنص المباشر التي تستهدف المدنيين.
وأضاف أن الميليشيات تتعمد زراعة الألغام وقطع الطرق الرئيسية، مما يفرض حصاراً خانقاً على السكان ويعرّض حياتهم لخطر دائم.
أما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فأشار الخليدي إلى أن الانتهاكات تتخذ طابعاً أكثر قمعاً، حيث تمارس الميليشيات حملات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري بحق معارضيها.
ولم تتوقف الجرائم عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل تفجير منازل المواطنين ونهب ممتلكاتهم، وفرض إتاوات باهظة، ومحاولة تغيير المناهج الدراسية لفرض أيديولوجيتها، وانتهاج سياسة التهجير القسري لتفكيك النسيج الاجتماعي للمديرية.
واختتم الخليدي مداخلته بالمطالبة بضرورة تفعيل آليات عملية لتوثيق هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
يُذكر أن اللقاء، الذي أدارته عضو اللجنة القاضية إشراق المقطري، هو الأول من نوعه في تعز، ويهدف إلى تعزيز التنسيق بين اللجنة والسلطات المحلية لضمان حماية حقوق الإنسان وإنصاف الضحايا.