أدى أبناء مناطق جبل السعدي وقرية ناصر وحمراء شعب ونصحان والنجيد وأسفل هرمان، وهي المناطق التابعة لمركز هرمان بشعب العرمي مديرية يافع رصد بمحافظة أبين، صباح اليوم السبت، صلاة الاستسقاء في "رهوة سنسل"، طلباً لنزول الغيث (المطر) ليرفع الجفاف ويقضي حاجة المصلي بنيته.
وقد توافدت جموع غفيرة من أبناء تلك المناطق بقلوب خاشعة ونفوس متذللة خاضعة لله تعالى، تحذوهم روح التفاؤل والأمل في استجابة دعائهم، بعد أن أصابهم من القحط والشدة ما أصابهم جراء انقطاع الأمطار هذا الموسم، مما أدى إلى نزوح العديد من الأسر إلى العاصمة عدن وبعض المحافظات الأخرى بحثاً عن المياه.
وبعد أن أدت الجموع المحتشدة صلاة الاستسقاء، ألقى فيهم خطبة مؤثرة الشيخ عبدالغفور حسين قحطان السراج، إمام وخطيب جامع قرية ناصر، حيث ذكّرهم بنعمة الغيث التي تُعدّ من أعظم النعم التي تستوجب الحمد والشكر لله تعالى، مبيناً حكم صلاة الاستسقاء وفضلها، ومؤكداً أن الله يحبس الأمطار عن الناس بسبب الذنوب والمعاصي، وأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم شرع للمسلمين عند حبس الغيث صلاة الاستسقاء، وهي سنة مؤكدة يؤديها المسلمون طلباً لنزول المطر.
وبيّن الخطيب أن هذا القحط الذي نعيشه في هذا الموسم إنما هو عقوبة بسبب الذنوب والمعاصي، مشيراً إلى أن من أسباب منع نزول المطر عدم إخراج زكاة الأموال، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
(ولم يمنع قوم زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطَروا).
وأشار إلى أن كل واحد منا مقصر مع الله، وأن الحل يكمن في التوبة النصوح، فالشدة التي نزلت بنا، وجفاف الآبار، وانقطاع العيون، وجدب الأرض، كلها بسبب الذنوب والمعاصي. وعلينا أن نرفع أكف الضراعة إلى الله وندعوه بقلوب خاشعة حاضرة أن يرفع عنّا ما نزل بنا من القحط والشدة.
وفي ختام الخطبة، توجه الخطيب بالدعاء إلى الله بكل خشوع قائلاً: اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً، هنيئاً مريئاً، سحاً طبقاً دائماً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل.
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا.
اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحيِ بلدك الميت.
اللهم أنبِتْ لنا الزرع، وأدرَّ لنا الضرع، وأنزل علينا من بركاتك.
وكان المصلون يؤمِّنون بعد الإمام بقلوب خاشعة متذللة لله، مظهرين عجزهم وحاجتهم إلى الله بأن يرفع عنهم الشدة ويكرمهم بالغيث.
*من عوض محمد السعدي