قال الصحفي صلاح السقلدي في مشاركته ضمن برنامج "زوايا الحدث" على قناة بلقيس، إن قضية وفاة الشيخ أنيس الجردمي في المستشفى العربي الحديث بعدن، عقب احتجازه لأكثر من شهرين في أحد مقرات الحزام الأمني، تجاوزت البعد الشخصي وتحولت إلى قضية رأي عام تستوجب وقفة جادة أمام الانتهاكات والتجاوزات المتكررة في مؤسسات الاحتجاز.
وأكد السقلدي أن أسرة الشيخ الجردمي تبقى الجهة المعنية بدرجة أساسية بتحديد مسار القضية، سواء من خلال القبول بتشكيل لجنة تحقيق أو اللجوء إلى المسار القانوني أو القبلي، مشددًا في الوقت ذاته على أن القضية لم تعد شأنًا خاصًا، بل استفزت الرأي العام وأعادت إلى الواجهة ملفات الانتهاكات التي طالت نشطاء ورجال دين وضباطًا وقادة سياسيين في السنوات الماضية.
وأشار إلى أن هذه الواقعة تمثل فرصة حقيقية لمراجعة ملفات قضايا كبرى، من بينها جريمة اغتيال محافظ عدن الأسبق اللواء جعفر محمد سعد، وغيرها من القضايا التي أعلنت السلطات حينها القبض على مشتبهين فيها، لكنها – بحسب تعبيره – “تبخرت ملفاتها دون نتائج واضحة”.
وانتقد السقلدي بشدة استمرار ما وصفه بـ"الهوشلية وفرد العضلات"، وتعدد الجهات وتدخلها في مهام وسلطة القضاء، وتجاهل الإجراءات القانونية، خصوصًا ما يتعلق بمدة الاحتجاز وإحالة المحتجزين إلى النيابة أو إطلاق سراحهم، فضلًا عن ظاهرة السجون المستحدثة وغير القانونية.
وأضاف: "لن يكون الشيخ الجردمي آخر الضحايا إن استمر الوضع على ما هو عليه"، محذرًا من أن تراكم هذه الانتهاكات قد يُفاقم من تمزيق النسيج الاجتماعي، الذي يعيش في الأصل حالة إنهاك واستهداف.
وفي ختام حديثه، اعتبر السقلدي أن المجلس الانتقالي الجنوبي، بصفته السلطة القائمة في عدن، يتحمل مسؤولية ما يحدث، سواء بقصد أو دون قصد، مطالبًا إياه باتخاذ إجراءات واضحة لوقف ما سماه "العربدة والاستهتار بحياة الناس وبالقانون"، داعيًا إلى حماية ما تبقى من مؤسسات، وعلى رأسها مؤسسة القضاء، التي وصفها بأنها "عقل الأمة وملاذها الأخير".