شاركت الدكتورة رانيا خالد، رئيسة منصة المرأة المستقلة، ممثلةً عن اليمن، في الملتقى العلمي الدولي الذي نظمته جامعة تكريت في بغداد عبر تقنية الزوم، بمشاركة نخبة أكاديمية من دول مختلفة.
في كلمتها التي حملت عنوان: "المعركة الصامتة بين الإعاقة والهوية في جسد أنثوي"، قدّمت الدكتورة رانيا قراءة عميقة للعلاقة المركبة بين الإعاقة والهوية الأنثوية، وكيف تعيش المرأة ذات الإعاقة هذه الهوية وسط خطاب اجتماعي وإعلامي يرفض الاعتراف بإنسانيتها الكاملة.
وقالت: "الإعاقة ليست بيولوجيا فقط، بل تجربة تمزق العلاقة بين الذات والعالم، بين الجسد والوعي، وبين المرأة وصورتها المجتمعية."
وأشارت إلى أن المرأة ذات الإعاقة تُحرم من أبسط حقوقها في الاعتراف، وتُصوّر إما كضحية مثيرة للشفقة أو كبطلة خارقة تتجاوز إعاقتها، بينما تغيب المساحة الإنسانية التي تتطلب أن تُرى المرأة كما هي.
وأضافت: "الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد بل في نظرة الآخر، في المجتمع الذي يختزل المرأة في إعاقتها وينكر أبعادها الأخرى كإنسانة، كمفكرة، كعاشقة، وكفاعلة في الحياة."
وتحدثت عن التحديات المضاعفة التي تواجهها النساء ذوات الإعاقة في اليمن، بسبب الحرب، والفقر، وغياب السياسات الداعمة، وذكرت نماذج من الإقصاء من التعليم، وسوق العمل، وحتى داخل الأسرة.
لكنها أكدت في المقابل أن هذه المعاناة ليست نهاية القصة، بل إن تجربة النساء ذوات الإعاقة هي أيضاً "حكاية مقاومة، وتحدٍّ يومي لإعادة تعريف الذات والجسد والمعنى."
كما دعت الدكتورة رانيا المؤسسات الدولية والحكومات ومنظمات المجتمع المدني إلى:
1. تبني مقاربات تراعي النوع الاجتماعي والإعاقة والسياق السياسي.
2. إشراك النساء ذوات الإعاقة كخبيرات في صياغة السياسات.
3. تفكيك الصور النمطية في المناهج والإعلام.
4. دعم مبادرات التمكين النفسي والاجتماعي خصوصاً في السياقات الهشة.
واختتمت كلمتها برسالة قوية:
"لا نطالب بالشفقة، بل بالاعتراف. لا نطلب أن نكون موضوعًا للنقاش، بل شريكات في صنع القرار. آن الأوان لإعادة رسم الخريطة النسوية بخطوط أكثر عدلاً وشمولاً."
ووجهت رسالة ختامية إلى كل امرأة ذات إعاقة:
"أنتِ لستِ غريبة عن جسدك. هو سكنك وصوتك وحقك في الحياة. لا تبرري وجودك، بل اصنعي المعنى من داخلك."
المشاركة لاقت تفاعلاً واسعاً وأبرزت الحضور اليمني في المنصات الأكاديمية الدولية بقضايا نوعية تمسّ جوهر العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.