شهدت العاصمة اليمنية صنعاء موجة نزوح جديدة لعشرات العائلات من الأحياء السكنية القريبة من مطار صنعاء والمنشآت الحيوية، تحسباً لضربات جوية إسرائيلية انتقامية، وذلك عقب إطلاق صاروخ من قِبل جماعة الحوثي، تم اعتراضه مؤخرًا، ما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في عدد من المدن الإسرائيلية.
وأفاد شهود عيان لصحيفة «الشرق الأوسط» أن حالة من القلق والخوف تسود سكان الأحياء المجاورة لمنشآت حيوية في صنعاء، حيث شوهدت عشرات الأسر تغادر منازلها في ثالث موجة نزوح خلال فترة زمنية قصيرة.
وكان مطار صنعاء قد تعرض في السادس من الشهر الجاري لغارات إسرائيلية، عقب استهداف جماعة الحوثي لمطار بن غوريون قرب تل أبيب بصاروخ باليستي، ما أدى إلى تعطيله بالكامل، وتدمير المبنى الرئيسي وثلاث طائرات وعدد من المرافق الأخرى، متسبباً بحالة من الذعر في الأحياء المجاورة.
وتعيش العاصمة صنعاء حالة من الترقب، وسط مخاوف من رد إسرائيلي جديد قد يستهدف ما تبقى من المؤسسات الحيوية في المدينة، ما دفع المزيد من العائلات إلى مغادرة مساكنها.
وذكر "جابر"، أحد سكان محيط مطار صنعاء، أن أحياء مثل بني حوات، سدس أحداق، دارس، وادي أحمد، البلس، والصبر الشمالي شهدت "موجة هروب كبيرة" خلال اليومين الماضيين، بعد إعلان الحوثيين تنفيذ ثلاث هجمات جديدة ضد إسرائيل يوم الثلاثاء.
وأكدت مصادر محلية أن موجة النزوح شملت مناطق متفرقة شمال وجنوب ووسط صنعاء، حيث يصف "خالد"، من سكان وسط العاصمة، البقاء في الأحياء القريبة من مواقع تابعة للجماعة الحوثية والمنشآت الحيوية كـ"المخاطرة"، بسبب احتمال استهدافها من قبل الطيران الإسرائيلي.
وأضاف خالد أنه، رغم تدهور الخدمات في الريف، قرر النزوح مع أسرته المكونة من خمسة أبناء إلى مسقط رأسه في محافظة ذمار بعد إعلان الجماعة شن هجمات جديدة على إسرائيل، وتلويح الأخيرة بالرد.
وتوقع أحد السكان القريبين من محطة كهرباء عمومية أن تكون المنشآت الحيوية هدفاً محتملاً للغارات القادمة، بعد تهديد إسرائيل باستهداف موانئ الحديدة التي تسيطر عليها الجماعة.
وتزداد مخاوف المدنيين من مخاطر استخدام الحوثيين للمنشآت والمناطق المدنية كمواقع عسكرية ومخازن للأسلحة، في ظل اتهامات حقوقية متكررة للجماعة بعدم الاكتراث لتبعات التصعيد العسكري على حياة السكان.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الأربعاء، اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، تسبب في إطلاق صفارات الإنذار بعدد من المناطق داخل إسرائيل.