في مشهد أثار اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية على الصعيدين الإقليمي والدولي، رُفع علم سوريا الجديد بجانب أعلام دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية، وذلك خلال مراسم وداع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي جرت في مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الرياض.
وجاءت هذه اللحظة ضمن فعاليات زيارة تاريخية للرئيس الأميركي إلى المملكة العربية السعودية، والتي شملت سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع قادة دول الخليج، إضافة إلى مشاركته في قمة جمعت العديد من زعماء المنطقة لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي والسياسي، إلى جانب ملفات المنطقة الساخنة، وعلى رأسها الأزمة السورية.
رفع علم سوريا الجديد، المعروف بأنه يُستخدم من قبل المعارضة السورية وبعض القوى المناهضة للنظام الحالي، أثار تساؤلات عديدة حول رمزية هذا الظهور في حدث دبلوماسي بهذا الحجم. إذ اعتبره بعض المحللين مؤشراً على موقف سياسي واضح من الأطراف المشاركة تجاه الوضع في سوريا، خصوصًا في ظل غياب العلم الرسمي المعتمد من قبل حكومة دمشق. ويرى مراقبون أن إدراج هذا العلم في مراسم وداع رسمية على هذا المستوى قد يعكس تغيراً أو رسائل مبطنة فيما يتعلق بالرؤية الخليجية – الأميركية لمستقبل سوريا، وطبيعة القوى التي يُراد دعمها أو الاعتراف بها ضمن مسار الحل السياسي.
هذا الحدث يندرج ضمن إطار تحول استراتيجي تشهده السياسة الخارجية للمنطقة، ويعكس تعقيدات التوازنات الجيوسياسية القائمة، حيث أصبحت الملفات الإقليمية تتقاطع بشكل مباشر مع التحالفات الدولية الكبرى. كما يلقي الضوء على الدور المتنامي للمملكة العربية السعودية في تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط، واستعدادها للعب دور محوري في تحديد أولويات المرحلة القادمة من خلال تنسيقها مع القوى العالمية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.
تجدر الإشارة إلى أن مراسم الاستقبال والوداع التي أحاطت بزيارة الرئيس الأميركي للمملكة كانت شديدة التنظيم، وحظيت بتغطية إعلامية موسعة، في ظل التركيز على مخرجات القمة، والإشارات الرمزية المصاحبة لها، والتي كان من أبرزها هذا المشهد اللافت لرفع علم سوريا الجديد ضمن مراسم بروتوكولية رسمية.