آخر تحديث :الثلاثاء-13 مايو 2025-08:33م
حوارات

أنس معروف عقبة: لا توجد فكرة قيمتها صفر… والعمل المناخي ضرورة لا خيار

الثلاثاء - 13 مايو 2025 - 04:12 م بتوقيت عدن
أنس معروف عقبة: لا توجد فكرة قيمتها صفر… والعمل المناخي ضرورة لا خيار

حاوره /محمد وحيد المقطري


في زمن تتقاطع فيه الأزمات، وتكاد تطغى فيه الملفات السياسية والأمنية على ما سواها، يخرج صوت مختلف، ينادي بأن التحدي الأكبر ليس فقط في السلام والحكم، بل في بقاء الكوكب نفسه.

في هذا الحوار، لا نلتقي بسياسي أو مسؤول، بل برائد أعمال شاب أعاد تعريف الفكرة البسيطة، فصنع منها مشروعًا بيئيًا يثير الإعجاب.

أنس معروف عقبة، اسم بدأ يلمع في فضاء المبادرات الخضراء، من عدن إلى تعز، ومن حضرموت إلى مؤتمر المناخ العالمي.

شاب لا يرى في التغير المناخي ترفًا نظريًا، بل معركة حياة.. وبخطواته الواثقة بين العمل الأهلي والمشاريع المبتكرة، يحاول أن يترك أثرًا، لا ضجيجًا.


في هذا اللقاء، يحدّثنا أنس عن رحلته مع الفكرة، وعن الطوب الذي صُنع من البلاستيك، والحوارات التي خاضها مع وزراء ومفوضين أوروبيين، وعن اليمن الذي نحلم بأن نحميه… بيئيًا وإنسانيًا.


س1: بداية، من هو أنس معروف عقبة؟ وما طبيعة عملك؟

ج1: أنس معروف عقبة، خريج علوم إدارية من جامعة عدن، أعمل في منظمات المجتمع المدني بعدد من المحافظات، وعضو في شبكة القيادات الشابة - فريدريش إيبرت. أنا رائد أعمال في المشاريع الخضراء، وصاحب فكرة مشروع Lego Bricks، الذي يُعنى بإعادة تدوير المخلفات البلاستيكية لصناعة بديل للبُردين (الطوب) باستخدام البلاستيك والرمل فقط.


أتولى حاليًا إدارة البرامج والمشاريع في منصة “صحصح” بإشراف رئيس المنصة خالد قرموش. نُفذنا عدة مبادرات بيئية مثل مؤتمر YYCA، وهو أول مؤتمر شبابي لأجندة المناخ في اليمن بالشراكة مع الجهة الهولندية WAT Group. كما شاركتُ في مؤتمر الأطراف COP في أذربيجان، والتقيتُ وزراء وممثلين دوليين لمناقشة الرؤى المناخية والعدالة البيئية.


كما أشغل أيضًا ذات المنصب في مبادرة “سفراء التنمية” برئاسة دنيا كوكا، وأشرفنا على مشاريع مثل “مساحة الحوار الشبابية” لتعزيز مشاركة الشباب سياسيًا، ومشروع “ما وراء جدران الفصل - التعليم الإلكتروني” الذي استفاد منه أكثر من 1500 شاب وشابة في عدن، بالإضافة إلى تنظيم ندوات بيئية وتوعوية حول التغيرات المناخية.


س2: ما هي السياسات البيئية التي ترون أهمية دعمها في اليمن؟

ج2: أهم السياسات التي يمكن دعمها تتلخص في:

• تعزيز الاقتصاد الدائري بإعادة التدوير وتقليل النفايات.

• دعم الطاقة المتجددة، خاصة الشمسية والرياح.

• التوجه نحو الزراعة المستدامة بالتقنيات الحديثة.

• تحسين إدارة الموارد المائية في الزراعة والصناعة.

• تقديم حوافز للمشاريع البيئية وإعفائها من الضرائب لتشجيعها.


س3: هل هناك نماذج دولية يمكن أن نستلهم منها هذه السياسات؟

ج3: نعم، هناك عدة دول نجحت:

• السويد: تمتلك منظومة فعالة لإدارة النفايات وتعتمد بشكل كبير على الطاقة المتجددة.

• هولندا: رائدة في الزراعة المستدامة وإعادة استخدام الموارد.

• ألمانيا: تبنت سياسات صارمة لتقليل الانبعاثات وتشجيع الطاقة النظيفة.


س4: كيف نقيس نجاح هذه المشاريع البيئية؟

ج4: نُقيّمها من خلال:

• تقليل انبعاثات الكربون.

• رفع كفاءة استخدام الموارد مثل المياه والطاقة.

• مدى الأثر الاقتصادي وخلق الوظائف الخضراء.

• مدى تفاعل المجتمع المحلي مع المشروع.

• ضمان الاستدامة واستمرارية المشروع دون دعم خارجي.


س5: ما أبرز التقنيات الحديثة لمواجهة التغير المناخي؟

ج5: هناك عدة تقنيات رائدة منها:

• التقاط وتخزين الكربون (CCS).

• إنتاج الغاز الحيوي من المخلفات العضوية.

• استخدام المخلفات البلاستيكية في مواد البناء.

• الهيدروجين الأخضر كمصدر طاقة نظيف.

• الزراعة الذكية بالذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة.

• تحلية المياه بالطاقة المتجددة.

• البناء المستدام باستخدام مواد صديقة للبيئة.


س6: هل يمكن التوسع أكثر في مفهوم الزراعة المستدامة؟

ج6: بالتأكيد، من أبرز تقنيات الزراعة المستدامة:

• الزراعة بدون تربة مثل الهيدروبونيك والأكوابونيك.

• أنظمة الري الذكية التي تعتمد على الاستشعار وتحليل البيانات.

• إعادة تدوير المخلفات الزراعية كأسمدة عضوية.

• الزراعة متعددة الطبقات لتعظيم الإنتاج.

• استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل التربة ورصد الأمراض.


س7: ما هي رسالتك للمجتمع اليمني؟

ج7: التغير المناخي ليس مجرد ملف بيئي، بل مسؤولية جماعية يجب أن نتحملها جميعًا. كل فرد يمكنه أن يكون جزءًا من الحل، عبر خطوات بسيطة كترشيد الاستهلاك، ودعم المبادرات الخضراء. العمل المناخي ليس خيارًا، بل ضرورة لحماية مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة.


شعاري الدائم: “لا توجد أي فكرة قيمتها صفر.”


وفي ختام هذا الحوار، أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للإعلامي المتميز محمد وحيد المقطري على إدارته المحترفة للحوار، وطرحه العميق الذي ساهم في إبراز قضايا مناخية حيوية. كما أخص بالشكر صحيفة عدن الغد على اهتمامها بتسليط الضوء على المبادرات الشبابية والمشاريع البيئية، ودورها في رفع وعي المجتمع بأهمية العمل المناخي والتنمية المستدامة.


معًا، يمكننا أن نُحدث فرقًا حقيقيًا في مستقبل اليمن والبيئة.