في حديثه الأخير بمؤتمر "سترب سشنز"، كشف مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة "ميتا" (فيسبوك سابقًا)، عن تحول كبير في كيفية أداء المهام داخل الشركة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي قد ينجز قريبًا مهام بعض المهندسين في الشركة. وأوضح زوكربيرغ أن هذه التقنية ستكون قادرة على أداء مهام مهندس برمجيات متوسط المستوى بحلول عام 2025، مثل تطوير البرامج وكتابة الأكواد البرمجية.
هذا التحول يأتي في وقت يشهد فيه قطاع التكنولوجيا اعتمادًا متزايدًا على الذكاء الاصطناعي، مما يتيح للشركات تركيز جهودها على الابتكار وتطوير الأفكار الجديدة. كما أشار زوكربيرغ إلى أن هذه القدرة الجديدة ستسمح لفِرق صغيرة لكن مبدعة بالتفاعل مع الذكاء الاصطناعي، مما يقلل من الحاجة إلى فرق ضخمة من المهندسين.
وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من تحول أكبر في قطاع التكنولوجيا، حيث أصبح بإمكان الشركات الناشئة الآن تحقيق إيرادات مليونية باستخدام أقل من عشرة موظفين، بفضل الاعتماد على منصات الذكاء الاصطناعي المتطورة. هذا التوجه أطلق عليه "برمجة الفايب" (Vibe Coding)، وهو نوع من البرمجة يعتمد على التواصل البسيط مع أنظمة الذكاء الاصطناعي لوصف المطلوب دون الحاجة إلى التركيز على التفاصيل التقنية المعقدة.
من جهته، أكد جاري تان، المدير التنفيذي لمنصة "واي كومبيناتور"، أن هذا التوجه يتيح للشركات الناشئة الوصول إلى أسواق كبيرة وتحقيق نجاحات كبيرة بأعداد محدودة من الموظفين.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تسابق فيه شركات كبرى مثل "جوجل" و"أوبن إيه آي" لتضمين الذكاء الاصطناعي في عملياتها الأساسية، حيث كشفت جوجل أن الذكاء الاصطناعي يكتب الآن أكثر من ربع الأكواد الجديدة في الشركة، مما يسرع عمليات التطوير ويزيد من كفاءة فرق العمل.
ومع تسارع هذا التطور، يبدو أن المستقبل سيكون مليئًا بالفرص والتحديات في نفس الوقت، حيث يسعى الجميع إلى التوازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي ودور المهندس البشري المتخصص لضمان الجودة والأمان في البرمجيات.