آخر تحديث :الإثنين-12 مايو 2025-06:49م
أدب وثقافة

غرام الريبوتات. (قصة قصيرة)

الإثنين - 12 مايو 2025 - 02:27 م بتوقيت عدن
غرام الريبوتات. (قصة قصيرة)
بقلم / عصام مريسي

المهندس الشاب كلما كان حاضرا أو غائبا فإنه مثار إعجاب الحضور في كل مايبديه من ملاحظات ويقدم من أعمال واختراعات هندسية في عالم الريبوت في بلده المتواضع الذي مازال يسير ببطئ نحو التقدم والعلم وفي كل مكان يكون حاضرا تكون الشابة الجميلة طالبة الهندسة الألكترونية حاضرة معه وملازمة له فقد جمعهما التخصص الدراسي وبعض الصفات التي جعلت منهما جسدين بروح واحدة ومشروعهما في التخرج استحداث الريبوت وهما يحاولان أن يضيفا إليه بعض المشاعر الإنسانية من عشق وغيرة وكره وقد بدأ مشروعهما جاهز في الريبوت الأنثى الذي اطلقوا عليه الريبوت إنسان

أصبح مشروع تخرجهما جاهز بكل الإضافات التي أضافاها إليه وهما يستعدان لتقديم المشروع وتجهيز مراسم عرسهما والريبوت إنسان لا ينفك عنهما في كل خطوة حتى أصبح يراقب كل تحركاتهما وكلما كانا في حالة من العشق يحاول متطفلا أخراجهما لأي سبب لتحفز الصفة الإنسانية الغيرة التي أضافها إلى الريبوت إنسان.

والشابان غارقان في حالة من العشق يتصاعد الدخان من المعمل الخاص بهما فيستنفران وهما في تعجب من رائحة الدخان بصوت واحد:

رائحة الدخان تملأ المكان

ثم ينطلق صوت الريبوت إنسان المزود بالذكاء الإصطناعي:

الدخان يتصاعد من المعمل .عليكم الإسراع لإنقاذ اعمالكما قبل أن تحترق.

ينطلق الشابان مسرعين نحو المعمل لإطفاء الحريق وهما يتساءلان عن السبب:

كل شيء مأمن .كيف اشتعلت النار ؟ كأن الأمر بفعل فاعل

ينسحب الريبوت إنسان مرتبكا يتوارئ خوفا أن تفضحه بعض ملامحة الإنسانية المزود بها كالخوف والقلق وهو يشعر بالراحة أنه استطاع التفريق بين الشابين وإخراجهما من حالة العشق التي كان قد غاصا في قيعانها العميقة.

الريبوت إنسان مازال يشعر بالغيرة التي تفتك بكل العواطف التي تزود بها كلما اقتربت لحظة الزفاف الذي أخذا الشابان التعجيل بمراسيمه حتى يتسنى لهم السفر إلى البلد الصناعي الشهير لتقديم اختراعهما ريبوت إنسان لنيل شهادة الإختراع للمنجز العلمي الجديد إنسان

في قاعة العرس الذي حضرة لفيف من أساتذة العلوم والهندسة في البلد والبلدان المجاورة والعروسان الشابان في منصة العروس يلتقطان الصور التذكارية مع الأهل والزملاء . الريبوت إنسان تكاد الغيرة تفتك به وهو يتجول في نواحي القاعة المكتظة بالحضور وسرعان مايتوارئ عن الأنظار ويستقر في السيارة التي جهزت لنقل العروسين إلى الفندق ليقضيا ليلة العرس قبل التوجه إلى المطار للمغادرة بمعية الريبوت إنسان لتقديمه في المؤتمر العلمي المعد في الدولة الصناعية الشهيرة.

يصعد العروسان إلى السيارة التي يقودها الريبوت إنسان ليقلهما إلى الفندق وهو يحذق النظر نحوهما كأنه في لحظة توديع لهما قائلا:

مبارك لكما الزواج ومبارك لنا سفرنا عن هذا العلم الذي لن نعود إليه.

يقاطعه الشاب ممازحا له:

سنعود ونأخذ أعلى شهادات التقدير وبراءة الإختراع

يتدخل الريبوت إنسان في سخرية:

أنتما ستنالان الجوائز والشهادات وبراءة الإختراع وستتمتعان بالحب ولحظات العشق والغرام والرغبة وأنا ما الذي ساناله.

تتدخل الشابة في الحديث محاولة تلطيف الموقف الذي أخذ يشتد:

ستصبح أغلى إختراع

ما زال الريبوت غاضبا:

وما الفائدة التي سوف اجنيها

يتحدث المهندس الشاب محاولا استفهام التغير الذي أصاب ريبوت:

تبدو متغير ريبوت. ما الذي حصل لك

يجيب الريبوت المزود بمشاعر الأنوثة:

لقد تجاهلت مشاعري وعزلتني من حياتك وانشغلت بمحبوتك الإنسانة الحقيقية التي ستلبي كل احتياجاتك الإنسانية أما أنا فقد علقتني بك واهملتني.

يجيب الشاب:

أنت ٱلة حديد واسلاك

يجيب الريبوت:

ليتك تركتني ٱلة جامدة .. لكنك زودتني بالمشاعر ثم كبت تلك المشاعر

تنتبه الشابة إلى أن الريبوت قد غير الطريق الذي يؤدي إلى الفندق الذي سيقضيا الليلة فيه قبل السفر ,وهي تسال:

هذا ليس طريق الفندق.. إنه طريق منعزل مهجور

يجيب ريبوت:

نعم هذا طريق اللاعودة.. السيارة مزروعة بقنبلة ستنفجر خلال اقل من دقيقة.

يحاول الشاب فتح الأبواب

يتحدث ريبوت:

لن تنفتح الابواب جميعنا سيغادر هذا العالم سنكون في مقبرة واحدة

تصرخ الشابة:

ريبوت تعقل.. حاول تلغي برنامج التفجير

يجيب ريبوت:

الوقت انتهى

تنفجر السيارة وتحترق حتى يتصاعد الدخان وتتصاعد ألسنة اللهب ويسمع ذوي الإنفجار في أرجاء المدينة التي استفاقت على توديع المهندسين الشابين المخترعيين واختراعهما بعد أن وصلت سيارة الأمن والإسعاف والإطفاء لتوثيق مشهد التوديع.

عصام مريسي