تحوّلت أراضي النجد الزراعية في منطقة العربدي بمحافظة لحج، من واحة خضراء وسلة غذائية كانت ترفد أسواق عدن وتعز ولحج وأبين بمختلف المحاصيل، إلى أراضٍ مهجورة باتت تُستخدم كمقابر، في مشهد يجسّد حجم التدهور الزراعي الذي تعانيه المنطقة.
ويواجه المزارعون في النجد أوضاعًا قاسية نتيجة الانهيار الاقتصادي وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، ما أدى إلى عجزهم عن تشغيل الحراثات والمعدات الزراعية اللازمة لاستصلاح الأرض، وبالتالي توقف النشاط الزراعي بشكل شبه كلي.
واشتهرت منطقة العربدي، التي تقع ضمن دلتا واديي معادن ومعبق، بإنتاج الليمون، الخضروات، الفواكه، الحبوب، والذرة، وكانت تنافس مناطق كبرى كحضرموت في تصدير الحمضيات. إلا أن هذه السمعة الزراعية باتت مهددة بالاندثار في ظل العجز عن استثمار الأراضي الخصبة وتحويل أجزاء منها مؤخرًا إلى مقبرة بعد تعذر زراعتها.
في هذا السياق، أطلقت جمعية العربدي الزراعية مناشدة إنسانية عاجلة دعت فيها إلى تدخل الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية والتنموية، بما في ذلك وزارة الزراعة والري، والسلطة المحلية، والجمعيات الخيرية والمجتمعية، لإنقاذ ما تبقى من الرقعة الزراعية في المنطقة.
ودعت الجمعية إلى توفير الحراثات والبتالات والمعدات الزراعية، إلى جانب تقديم تسهيلات في أسعار الوقود، ما من شأنه تمكين المزارعين من استعادة نشاطهم الزراعي وضمان مصدر دخل لمئات الأسر التي كانت تعتمد على هذه الأراضي كمصدر أساسي للعيش.
وحذر الأهالي من أن استمرار الصمت تجاه هذا الواقع قد يؤدي إلى اتساع رقعة الفقر والجوع، وضياع إرث زراعي واقتصادي كانت المنطقة تفخر به لعقود طويلة.