في مساحة نفتحها لقصص النجاح والتأثير، كان لنا هذا اللقاء المُلهم مع الأستاذة داليا سلام، باحثة في التاريخ المعاصر وناشطة في العمل الإنساني، وتشغل حاليًا منصب مسؤولة العلاقات العامة في منظمة ثري تراكس لتنمية هوية سلام، حيث شاركت في مشاريع ريادية كان لها صدى واسع على الصعيدين المحلي والدولي، من مناهضة تجنيد الأطفال إلى إجلاء الأسر اليمنية المتضررة من حرب السودان.
في هذا الحوار، تسلط سلام الضوء على مسيرتها، وأهمية الشفافية في العلاقات العامة، وكيف يمكننا أن نصنع الأثر الحقيقي في مجتمعاتنا، من خلال المبادرات لا الشعارات.
س1: عرفينا عن نفسك، وما هي طبيعة عملك؟
ج1: أنا داليا علي سلام سعيد، حاصلة على ماجستير في التاريخ المعاصر وباحثة في الدراسات العليا – كلية الآداب، جامعة عدن. كما أواصل دراستي في العلاقات الدولية والدبلوماسية بجامعة العلوم والتكنولوجيا.
مهتمة بقضايا الأقليات الدينية، وأدعم حقوق الإنسان والتعايش السلمي. أعمل في القطاع المجتمعي منذ سنوات، وشاركت في مشاريع إنسانية عديدة، منها:
• مشروع دعم قدرة المجتمع اليمني على الصمود بالشراكة مع منظمة “آراك”، لتوعية الأسر بخطورة تجنيد الأطفال.
• رحلة سلام الإنسانية، حيث شاركنا في إجلاء الأسر اليمنية العالقة في السودان خلال حرب 2024.
• مشروع بداية، بالتعاون مع منظمة “سوبر نوفا” الفرنسية، والذي ركز على تمكين الشباب وفتح آفاق جديدة لهم.
وأشغل حاليًا وظيفة مسؤولة العلاقات العامة في منظمة “ثري تراكس لتنمية هوية سلام”.
س2: ما هي العوامل المؤثرة في نجاح العلاقات طويلة الأمد؟
ج2: أهمها: الاحترام المتبادل، الصدق والشفافية، التواصل المنتظم، المرونة، حل الخلافات بموضوعية، الالتزام بالمواعيد، وتوحيد الرؤية والأهداف المهنية.
س3: كيف يمكن تحسين مهارات الاستماع الفعّال؟
ج3: من خلال التركيز الكامل على المتحدث، استخدام لغة الجسد، إعادة صياغة المضمون لفهم أعمق، طرح الأسئلة، عدم التسرع في الرد، وتدوين الملاحظات. كما أن حضور ورش مهارية متخصصة يعزز هذه المهارة بشكل كبير.
س4: ما أهمية الشفافية والاستدامة في العلاقات العامة اليوم؟
ج4: الشفافية تبني الثقة وتعزز المصداقية، بينما تعكس الاستدامة التزام المنظمة تجاه المجتمع والبيئة، ما يضمن استمرارية النجاح وتأثيره على المدى الطويل.
س5: كيف يتم تقييم مدى الأثر الاجتماعي للمشاريع؟
ج5: عبر منهجية واضحة تبدأ بتحديد الأثر المطلوب، والفئات المستهدفة، ثم اعتماد أدوات القياس مثل الاستبيانات، التقارير، المراقبة الميدانية، وتحليل البيانات قبل وبعد المشروع، وأخيرًا تقييم ما تحقق وماذا يمكن تحسينه.
س6: ما هي رسالتك للمجتمع؟
ج6: التغيير لا يبدأ من الحكومات فقط، بل منّا نحن. حين تساعد، تصغي، تبادر… فأنت تصنع فرقًا. لا تستصغر أي فعل خير، كن أنت البداية، فصوتك مسموع، وأثرك أقوى مما تظن.
وفي ختام اللقاء، تقدمت الأستاذة داليا سلام بالشكر الجزيل للزميل الصحفي محمد وحيد المقطري، على هذا اللقاء المهني والراقي، الذي منحها الفرصة لنقل رسالتها وتسليط الضوء على تجاربها الإنسانية في الميدان.