إعداد /د. الخضر عبدالله
مقتطفات من نزاهة عنتر
الحديث عن ذكريات علي عنتر ذا شجون , ولا يمكن سرد أي حديث عن بطولات المناضلين وحياتهم في جنوب اليمن دون ذكرأسم علي عنتر، فهو رقم صعب لمن عايشه ورفقه او من تناقل سيرة حياته العطرة سيجد عنتر رقم وطني و كجزء من تاريخ الجنوب .في العدد الماضي توقفنا عند حديث القيادي الإشتراكي محمد غالب وما قاله في عنتر كشاهد عيان وفي هذا العدد ننشر ما تبقى من شهادته حيث قال مستدركا :" انني هنا أنشر حديثين قصيرين وهامين للقائد الشهيد علي أحمد ناصر عنتر..وهما يستحقان القراءة بتمعن والاستفادة منهما لمن يريد ذلك سجلتهما وانشرهما, لقد كنت أحد المشاركين في آخر مقيل مع الشهيد عنتر خارج منزله، وقبل أيام من أستشهاده وكان المقيل في منزل الشهيد العقيد صالح قاسم حسين اليافعي الواقع في منطقة المعلا, ولازال عدد كبير ممن كانوا حاضرين أحياء يرزقون حتى اليوم ، وانا أنقل أهم ما قاله الشهيد بالنص كما يلي :
((شوفوا يارفاق أي أنسان ممكن أن يضطر الى السرقة أو التحايل في زيادة سعر بضاعته او الى مد اليد بسبب حاجة قاهره ، لكن بالنسبة للإسنان المناضل الذي يحمل قضيه تهم شعبه ووطنه ويناضل من اجل تحقيق طموحات وآمال وأهداف شعبنا في إطار الخطة الاقتصاديه والبرنامج السياسي لحزبنا الاشتراكي العظيم فإن خصومه واعداء شعبه ووطنه وحزبه لايستطيعون أن يهزموه أو حتى يهزوا شعرة واحده من رأسه ولكنه إذا مد يده الى الفلوس الحرام والمال المدنس من اي جهة كانت ,وكذلك الى اموال وممتلكات الشعب وحقوقه – والرأسمال الوطني تحت حجة خدمة القضية والشعب الخ, وبأسم الناس الذي يناضل لأجلهم ، ومهما كان مستوى وحجم المنصب الذي يتولاه سواء في الحكومه أو في الحزب أو بأية مؤسسه مدنيه أو عسكريه أو جماهيرية فأن شجاعته تضعف يوما بعد يوم وإيمانه بالقضية وعدالتها يتزعزع بأستمرار نحو الانحدار والسقوط .. ومضى عنتر يقول "ولا أزيد عليكم يا اخوان ونحن في مقيل ولسنا في اجتماع رسمي لو قلت لكم بأنني أنا علي عنتر الذي أتحدث معكم الان لو سلكت هذا السلوك فأنني أعتبر (مجرم وجبان وسفيه) ولذلك من لم يتراجع ويتوقف عن الاستمرار في السير في هذا الطريق ولايستحي من أبناء الشعب الذين وثقوا فيه ولا يسمع الى نصايحهم ونداءاتهم ولايحترم مشاعرهم وتضحياتهم والآمهم "احسبوه قرح جو وسمعته ستظل سوداء طوال حياته.. هكذا قال عنتر
عنتر وثورة 26 سبتمبر:
عند انفجار ثورة 26 سبتمبر عام 1962م في شمال الوطن واشتداد الهجمات المضادة في محاولة يائسة لوأد الثورة الوليدة في مهدها برزت الضرورة الملحة للإسهام في الدفاع عن الثورة أمام عنتر ورفاقه باعتبارها أهم وأنبل مهمة نضالية تقع على عاتق المناضلين الشرفاء ، وإزاء هذه المستجدات الجديدة، وبرئاسة عنتر عقد أبرز قادة حركة القوميين العرب في الضالع اجتماعهم في منزل الشهيد المناضل علي شائع هادي حيث تم في الاجتماع تدارس خطة للإسهام المباشر في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر بكل الإمكانيات المتاحة وبمختلف الطرق، كما أنه ناقش إمكانية الثورة في الجنوب بعد أن توفر له أهم ظرف موضوعي لذلك، وعقب الاجتماع تحرك عدد كبير من الفدائيين مع أخوانهم من الجنوب للدفاع عن الجمهورية الفتية ولم يقتصر دور عنتر ورفاقه على هذا الجانب بل أنه لعب دوراً كبيراً في إقناع عدد من أبناء الشمال ، الذين فروا إلى الضالع، عقب الثورة بالتوقف عن معاداتها وخدمة أهداف الاستعمار حيث استطاع إقناع جزء كبير منهم في العودة إلى ديارهم والمساهمة في الدفاع عن الجمهورية وقد قال لهم عبارته الثورية الصادقة التي رواها رفيقه الحاج ناصر (الثورة قامت من أجلكم ولن تعود الإمامة بعد اليوم).
معارك عنتر في الشمال
وقد شارك عنتر ورفاقه بمن فيهم المغتربون العائدون في العديد من المعارك، أبرزها معركة الجميمة بالقرب من قعطبة، وفي أثناء ذلك قام عنتر ورفاقه بإحباط تهريب مجموعة من الدبابات من قعطبة إلى الضالع، فقد ابلغه أحد رفاقه القريبين من الضابط السياسي والأمير بالخطة، حينها تحرك إلى قعطبة لمقابلة القائد العسكري وإبلاغه بذلك، فلم يجد إلا نائبه الذي وجده جالساً مع مجموعة من ضباط الدبابات، وعندما أبلغه بالنبأ وسلمه رسالة بذلك مد يده نحو مسدسه بطريقة لا إرادية لكن عنتر وبسرعة مذهلة فتح أمان بندقيته، وبعد تأكده من أن ملامح نائب القائد تدل على أنه متورط سحب منه الرسالة وأسرع لإشعار رفيقه المجعلي فذهبا معاً إلى عامل قعطبة الذي ابلغ زيفاً أن رجال الدبابات سيتحركون الساعة 9 صباحاً إلى تعز وحينها زودهما العامل بالغام قاموا بزرعها في الطريق المؤدية إلى الضالع لتفجير الدبابات إذا تمت عملية التهريب، لكن مدبري الخطة شعروا أن خطتهم قد انكشفت ولم يجروا على تنفيذها بعدها شارك عنتر ورفاقه في الدفاع عن جمهورية سبتمبر في العديد من الجبهات في المحابشة وصنعاء وصرواح وغيرها .(للحديث بقية)

