آخر تحديث :Tue-30 Dec 2025-01:32PM

نموذج مهني للأمن الخاص… شهادة من الميدان

الثلاثاء - 30 ديسمبر 2025 - الساعة 08:32 ص
عارف ناجي علي

بقلم: عارف ناجي علي
- ارشيف الكاتب


خلال تنقّلي بين عدد من المواقع التجارية والخدمية في مدينة عدن، تتاح لي فرصة ملاحظة تفاصيل دقيقة تتعلق بالأداء الأمني داخل المرافق العامة، خصوصًا ما يتصل بـ شركات الأمن الخاصة ودورها المتنامي في حفظ النظام وتوفير بيئة آمنة للمواطنين.




ومن بوابة جيان هايبر ماركت – عدن مول، تبرز تجربة لافتة مع شركة ليون للأمن والسلامة بوصفها شركة أمنية خاصة تقدّم نموذجًا مختلفًا عن الصورة النمطية السائدة لهذا القطاع.


ما يلفت الانتباه منذ اللحظة الأولى هو الانضباط العالي والتنظيم الواضح في أداء أفراد الحراسة، إلى جانب حسن التعامل والاستعداد للمساعدة، دون تشدّد مبالغ فيه أو تهاون في المسؤولية.


الأمن هنا يُمارَس بهدوء ومسؤولية، ويُدار بعقلية خدمة، لا بعقلية استعراض كما أن الالتزام بالمظهر والأناقة في الزيّ الرسمي يعكس فهمًا مهنيًا لطبيعة العمل الأمني الخاص، حيث لا ينفصل الشكل عن المضمون، ولا ينفصل الانضباط الظاهري عن السلوك العملي.


وأثناء التجوّل داخل الهايبر، يمكن ملاحظة حضور أمني غير مزعج لكنه فعّال، يقوم على المراقبة الواعية والتدخّل عند الحاجة فقط، وهو ما يعكس فهمًا لطبيعة المكان والجمهور.


هذه التجربة تؤكد أن الأمن الخاص حين يُدار بمعايير مهنية واضحة، يمكن أن يكون عنصر طمأنينة وراحة، وشريكًا في تحسين جودة الخدمة داخل المنشآت التجارية، وليس مجرد وجود شكلي أو إجراء احترازي.


في مدينة تعاني من تباين كبير في نماذج العمل الأمني الخاص، تبقى مثل هذه التجارب مؤشرًا إيجابيًا على إمكانية بناء قطاع أمن خاص منضبط، محترف، وقريب من الناس.


ما كُتب هنا ليس إعلانًا ولا دعاية، بل شهادة ميدانية ورأي شخصي نابع من الملاحظة المباشرة، ومن قناعة بأن الأمن الخاص مسؤولية، قبل أن يكون مهنة.