اليمن بين الأزمة والصراعات الإقليمية: خطر التشطير يلوح في الأفق
بقلم : رجاء حمود الإرياني
تشهد الساحة اليمنية تطورات متسارعة تعكس تعقيدات المشهد السياسي والأمني، في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن تقود هذه التطورات إلى تشطير البلاد، ليس فقط بفعل العوامل الداخلية، بل نتيجة لتدخلات وتخطيطات إقليمية أوسع.
ويرى مراقبون أن دول الجوار تلعب دورًا محوريًا في رسم ملامح المرحلة المقبلة في اليمن، من خلال سياسات تهدف إلى إدارة الصراع بما يخدم مصالحها الأمنية والسياسية. ويشير هؤلاء إلى أن دعم أطراف محلية متباينة، وإنشاء مراكز نفوذ متوازية، أسهما في إضعاف سلطة الدولة المركزية وتعميق حالة الانقسام.
وتبرز على الأرض مؤشرات عدة تدعم هذه المخاوف، من بينها تعدد القوى المسلحة، واختلاف الأجندات السياسية بين الشمال والجنوب، وظهور مشاريع حكم ذاتي أو انفصالية تحظى بدعم إقليمي مباشر أو غير مباشر. ويُخشى أن تؤدي هذه المعادلة إلى تثبيت واقع الانقسام كحل عملي للصراع، بدل السعي إلى تسوية وطنية شاملة.
في المقابل، تؤكد دول الجوار أن تدخلها يأتي في إطار حماية أمنها القومي ودعم الاستقرار في اليمن، غير أن منتقدين يرون أن غياب رؤية موحدة للحل، والتركيز على المصالح الآنية، قد يدفع البلاد نحو مسار التشطير على المدى البعيد.
وأمام هذا المشهد، يبقى اليمن عالقًا بين صراع داخلي معقّد وتأثيرات إقليمية متشابكة، فيما تظل وحدة البلاد مرهونة بإرادة سياسية داخلية مستقلة، وبتحول حقيقي في سياسات دول الجوار من إدارة الصراع إلى دعم حل يحفظ اليمن دولة موحدة ذات سيادة.