في كل مرة يرفع فيها شعار الدولة يعود المواطن ليسال نفسه السؤال ذاته أي دولة هذه التي ننتظرها؟
وأي واقع نعيشه ونحن نطالب بالصبر على الفوضى ونمنى بأحلام مؤجلة لا نرى منها سوى الخطب والتصريحات.
يا عيدروس، حين يطالبك الشارع بإعلان الدولة فهو لا يطلب بياناً سياسياً جديداً ولا خطاباً حماسياً آخر بل يطلب واقعاً ملموساً يشعر به في حياته اليومية.
يطلب دولة تحميه لا تتركه فريسة للغلاء دولة تنصف الشباب لا تقصيهم دولة يكون فيها القانون فوق الجميع لا حكراً على الضعفاء فقط.
هل نحن في حلم؟
حين نرى بريق الامل يلوح لنا من الشرق ام انها محض اوهام، هل نرى دولتنا المشروعة،هل يحق لنا ان نفرح بعد ثلاث عقود من الضطهاد، هل نحن في حلم؟
إعلان الدولة لا يكون بالكلام، بل بوقف العبث وتجفيف منابع الفساد وكسر احتكار الوظائف وبناء مؤسسات حقيقية لا تدار بالوساطة ولا بالولاءات.
الدولة التي ننتظرها هي تلك التي يشعر فيها المواطن ان حقه لا يحتاج واسطة وان صوته لا يضيع وان تعبه لا يذهب سدى.
يا عيدروس، الشارع متعب والناس سئمت الانتظار لم يعد المواطن يصدق الوعود لانه دفع ثمنها غلاءً وجوعاً وبطالة.
إعلان الدولة اليوم يعني إعلان الانحياز للناس لا للمصالح وللكفاءة لا للأسماء وللنظام لا للفوضى.
فإن لم يكن هذا هو معنى الدولة فقل لنا بصدق:
هل نحن نحلم… ام ان الدولة ما زالت مؤجلة إلى إشعار آخر؟