أيها الإخوة في شمالنا الحبيب، اسمعوا صرختي!
صنعاء، موطن العقل والنور، صار اليوم مدينة مظلومة،
حيث يُكمم الفكر، ويُسجن الصوت الحر، ويُهان العقل،
حيث المدن تمشي على إيقاع الخوف، والصمت صار لغة الحياة،
والطاعة هي القانون، بينما يُقمع كل نور، وتُسلب الكرامة من الأكاديميين والمثقفين والصحفيين.
المدينة تمتلئ بالرهبة، كل شارع، كل بيت، كل مؤسسة،
يشهد على استبداد العقل وتحويله إلى أداة للسيطرة والخوف،
العقل هنا ليس نورًا يهدي، بل أداة قهر، والفكر المستقل يُهان،
والأمل في المستقبل محاصر بين جدران الخوف، بين تهديد مستمر ورهبة لا تنتهي.
وفي خضم هذا القهر، ينشغل بعضكم بصناعة أعداء وهميين،
يهاجمون الجنوب، ويزرعون العداء،
كأن الدماء التي حرّرت أرضه لم تكن،
وكأن الجنوبيين هم من شردوا الأسر وصادروا الممتلكات.
اتركوا الجنوب لأهله، فهو السد والدرع،
فالجنوب حرّ، الجنوب قوي، الجنوب صامد، والرجال فيه أوفياء لقضيتهم.
لا تلهثوا وراء أوهام العداء، ولا تصنعوا أعداءً من الهواء،
فالجنوب صامد… الجنوب حر… الجنوب صامد!
كيف يُستباح الوطن في الشمال، وتُصادر الكرامة،
بينما أنتم منشغلون بالجنوب؟
الحياة مواقف… والموقف اليوم واضح:
استعيدوا البوصلة الوطنية، وواجهوا الحوثي، العدو الحقيقي!
صنعاء، أرض الحكمة، صارت أسيرة الطاعة،
وصوتها الحر مختنق، والأمل محاصر بين جدران الخوف…
ولكن الحق لن يُقمع، والحرية لن تموت،
وليس لديّ نصائح لأحد سوى:
كونوا صادقين جدًا، فقد شوه الكذب كل شيء…
كونوا صادقين جدًا… كونوا صادقين جدًا!
وأنا منكم، وأحمل معكم نفس الألم والأمل،
وأصوت معكم صوت الحقيقة، وصوت الحرية، وصوت الوطن.