آخر تحديث :الثلاثاء-16 ديسمبر 2025-07:07م

تفكير عدواني

الإثنين - 15 ديسمبر 2025 - الساعة 12:50 م
محمد عبدالله الموس

بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب



محمد عبداللهالموس


فيما كنت أقرأ ما كتبه د عبدالملك المخلافي، السياسي اليمني ووزير خارجية الشرعية الاسبق حين كان يعيد تعريف نفسه للداخل الجنوبي واليمني، عادت بي الذاكرة حينها الى مقولة شهيرة متلفزة حين كان وزيرا في شرعية (لا ابقت ظهرا ولا قطعت ارضا).


قال د المخلافي في المقابلة المتلفزة إياها ان (البعض)، ولا ندري من هو هذا البعض ومن اي جغرافيا، قال، ما معناه، ان (هذا البعض يرى ان استقرار الجنوب وتحسن المعيشة والخدمات فيه سيعزز الرغبة الجنوبية في الانفصال لدى ابناء الجنوب).


يوم ذاك لم يستغرق أبناء الجنوب هذا المنطق، فهذا هو النهج الذي سارت عليه النخبة اليمنية منذ احتلال الجنوب العربي في ١٩٩٤م، واذا كان د المخلافي قد تمناه الا ان الشرعية اليمنية قد نفذته في الواقع الى ان اصبح المواطن في الجنوب العربي يأكل وجبة واحدة في اليوم ويفتقر الى ابسط الخدمات ما ادى الى موت البعض جوعا ومرضا من المتعففين.


التفكير الايجابي الذي افتقدته سلطة الاحتلال امتد الى اليمنيين في سلطة معاشق وحواشيهم، ولو كان هذا التفكير الايجابي حاضرا في ذهن تلك النخبة لقال د المخلافي ان تحسين المعيشة والخدمات في الجنوب سيؤدي الى الاستقرار وسيعزز المشاعر الوحدوية لدى أبناء الجنوب.


التفكير الشاذ في ادارة الجنوب بوصفة جزء من الجمهورية الي

منية خلق لدى كل أبناء الجنوب العربي الاعتقاد المطلق بأن الهدف من الوحدة هو الارض والثروة اما الناس في جغرافيا الجنوب فلا تعنيهم ولتذهب الى الجحيم ولهذا لم يبق امام أبناء الجنوب العربي الا التمسك بالارض والهوية مهما كان الثمن.


بعد طرد المنطقة العسكرية الاولى من وادي حضرموت تفتقت قرائح الاشقاء في اليمن من ساسة ومققفين وحتى مهرجين دفاعا عن حضرموت وانكارا لجنوبيتها مع ان آخر رئيس جنوبي جلب الجنوب بما حمل الى باب اليمن كان من حضرموت، ويولون الان بإخراج القوات الجنوبية من حضرموت مع ان جلهم من أبناء حضرموت!! فلماذا لا ينادون باخراج قوات الحوثي من صنعاء؟ وماذا لو طالب احد باخراج القوات من غير أبناء مأرب من مأرب او من غير أبناء تعز من تعز وفق هذا المنطق السخيف؟.


نرفع القبعات احتراما لساسة ومثقفين ممن قالوا خيرا او صمتوا ولم يدخلوا في هوجة استعداء المملكة العربية السعودية او دولة الامارات العربية المتحدة على ابناء الجنوب، فابناء الجنوب اعلنوا من خلال قيادتهم السياسية انهم على العهد مع التحالف وان المملكة العربية السعودية والجنوب العربي يشكل كل مهما عمقا للآخر، ومهما تباينت رؤى أبناء الجنوب العربي فأنهم يتفقون في هذا الهدف ويؤمنون بأن محيطهم العربي هو حصن الامان ويشمل هذا المحيط القوى الوطنية في اليمن الجمهوري.


عدن

١٥ ديسمبر ٢٠٢٥م