آخر تحديث :Sat-13 Dec 2025-05:11PM

نستحق الحياة

الخميس - 11 ديسمبر 2025 - الساعة 09:44 م
فهد البرشاء

بقلم: فهد البرشاء
- ارشيف الكاتب



لا فرق بيننا وبين أولئك الذين يركبون السيارة الفارهة، ويعتلون المباني السامقة، ويتلذذون بأطيب الأكل، ويفترشون الحرير والديباج؛ فنحن آدميون نمتلك ذات الصفات الإنسانية، بل ربما نكون أفضل منهم بكثير.


نستحق الحياة مثل أولئك الأبطال الورقيين ممن يبيعون الوهم في سوق النخاسة، ويضحكون على ذقون البسطاء بمعسول الكلام والوعود العرقوبية التي تتبخر في غمضة عين، وتصبح في خبر كان.


نستحق أن نشعر بوجودنا في أركان وجغرافيا هذا الوطن المتشظي الذي نالت منه سياسة الغوغائيين والمتصارعين على كراسي القرار وريالات التبعية والولاءات الضيقة مقابل بيع الوطن والتنازل عنه دون أدنى وجع أو قهر.


نستحق أن ننعم بالأمن والأمان، وشيءٍ من حقوقنا التي ضاعت بين تلابيب الأمنيات والصراعات والتنازلات تلو التنازلات من قبل بعض رُخَاص النفوس وعديمي الوطنية والضمير والآدمية التي ذابت بين الدراهم والريالات النتنة.


نستحق أن تُصان دماؤنا وتُحفظ حقوقنا، وتنحني لنا الهامات والقامات الزائفة؛ فنحن من صنع المجد، ونحن من خطّ حكاية الانتصار، ونحن من قدّم الغالي والنفيس، في الوقت الذي كان هؤلاء يتدثرون بغطاء التبعية والعبودية والارتهان، ودسّوا رؤوسهم في التراب كالنعام.


نستحق أن ننتزع حقوقنا منهم؛ فعلى ظهورنا تسلّق الهلاميون، وعلى أكتافنا صعد المرتزقة والورقيون، ومن أحلامنا البريئة الصادقة باعوا لنا وهم المساواة والعدالة التي تلاشت وتبخرت وأضحت أثرًا بعد عين.


نستحق أن نعيش مثل أبنائهم في أرقى المدن وأجمل العواصم، وننال حقنا التعليمي دون انتقاص؛ فنحن كنا طرقاتهم المعبّدة، وقلاعهم الحصينة، ودروعهم المتينة، وأصواتهم الغاضبة.


كانوا يعتلون المنصّات، وكنا نفترش الأرض؛ كانوا يستظلون المظلات، وكنا نلتحف السماء. غزلنا أحلامنا بصبرنا وجلدنا وتضحياتنا، ووصلوا لغاياتهم بزيف أفعالهم ودسائسهم.


نستحق الحياة لأننا ببساطة نحن من صنع المجد، ونحن من شقّ الصخر وحفر بين ثناياه. من هم لولا البسطاء؟ من هم لولا الشرفاء؟ من هم لولا الشهداء؟


#فهد_البرشاء

11 ديسمبر 2025م