في لحظةٍ اكتسبت رمزيةً استثنائية، وصل الشيخ ذياب بن معيلي إلى مدينة المخاء الساحلية، تلك المدينة التي تقف على ضفاف البحر كحارسٍ للتاريخ، ونافذة للتجارة، وذاكرة حيّة للجمهورية. جاء إليها قادماً من مأرب، المدينة التي تصنع من حضارتها القديمة وقوداً لعزيمة الحاضر، وتجتمع فيها روح سبأ العريقة مع إرادة المقاومة الوطنية الحديثة.
هذه الزيارة ليست زيارة عادية، بل رسالة وطنية واضحة تؤكد أن بين المخاء ومأرب رباطاً جمهورياً لا تنفصم عُراه، وأن بين البحر والصحراء وحدة موقف تتجسد في لحظة فارقة من تاريخ اليمن.
لقد استقبلت مدينة المخاء ضيفها الكبير بحفاوةٍ تليق بمكانته، وبقيمة المدينتين اللتين شكلتا عبر الزمن جناحين للجمهورية، واجتمعتا حول هدفٍ واحد: الدفاع عن الجمهورية والهوية اليمنية، وحماية الحق الأصيل في الحرية والكرامة.
إن اجتماع هاتين القوتين ليس حدثاً عابراً، فهما تقفان اليوم في مقدمة الصفوف بوجه المشروع الحوثي الظلامي، وتثبتان في كل محطة أن الجمهورية ما زالت تملك رجالها، وأن اليمن قادر على النهوض رغم الجراح.
ويحمل وصول الشيخ ذياب بن معيلي، رئيس فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في مأرب، إلى المخاء للمشاركة في احتفالات الذكرى الثامنة لثورة الثاني من ديسمبر، دلالاتٍ تتجاوز إطار الاحتفاء بالمناسبة. فهي تجديدٌ للعهد، وتأكيدٌ أن دماء شهداء الثورة لم تذهب هدراً، وأن الطريق الذي بدأوه ماض إلى نهايته حتى استكمال تحرير الوطن وهزيمة المشروع السلالي الإيراني ودفن خرافاته إلى غير رجعة.
وتؤكد زيارة الشيخ المعيلي اليوم أن المخاء بحكمتها البحرية، ومأرب بخبرتها الحضارية، تشكلان معاً جداراً جمهورياً لا يُخترق، وأن مواقفهما المتجذرة باتت مصدر إلهام لكل اليمنيين الساعين لاستعادة دولتهم.
إنها رسالة تقول إن الجمهورية ليست شعاراً يُرفع، بل فعل يومي يتجسد في هذه اللقاءات والتحركات والمواقف الصلبة. وإن المخاء ومأرب، برسوخهما في الوعي الوطني، لا تزالان ركيزتين أساسيتين في معركة النور ضد مشاريع الظلام، وفي صون الحلم اليمني الذي لم ينطفئ رغم العواصف.