آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-10:04م

ثلاثون نوفمبر… يوم ميلاد الحرية

الأحد - 30 نوفمبر 2025 - الساعة 11:48 ص
محمد العنبري

بقلم: محمد العنبري
- ارشيف الكاتب



نحتفل اليوم بعيد الاستقلال المجيد الثلاثين من نوفمبر ذلك اليوم الذي شكل نقطة تحول عميقة في تاريخ اليمن الحديث وفتح صفحة جديدة حرر فيها شعبنا أرضه من أطول استعمار عرفته المنطقة في هذا اليوم من عام 1967 انتهى حضور المستعمر البريطاني بعد أكثر من 129 عاما ليس لأن قوته ضعفت بل لأن إرادة اليمنيين كانت أقوى ولأن أصوات الأحرار ارتفعت فوق كل جدار أراد الاحتلال أن يبنيه ليمنع شروق الحرية.


كان الثلاثون من نوفمبر لحظة حقيقية يعاد فيها تعريف معنى اليمني معنى الانتماء ومعنى أن تكون الأرض أغلى من الحياة نفسها لم يكن الاستقلال هدية بل كان حصاد نضال طويل بدأ من جبال ردفان وامتد في كل مدينة وقرية حمل فيه الرجال والنساء روحا واحدة أن يعيش اليمن حرا مستقلا لا سلطان لأحد عليه إلا لأبنائه كانت تلك التضحيات سلالم نورية صعد عليها الوطن وتحوّلت الدماء التي رويت بها الأرض إلى ختم خالد على عظمة هذا الشعب.


وفي هذا اليوم الجليل نقف بإجلال أمام أرواح الشهداء الذين غادروا الدنيا مبكرين ليمنحوا اليمن عمرا أطول ونقف احتراما لأسرهم التي تحملت وجع الفقد لتسعد أجيالا لا تعرفهم ولكنها تعيش بفضلهم إن الوفاء الحقيقي لهؤلاء ليس في الكلمات بل في الحفاظ على معنى الاستقلال الذي ماتوا لأجله فالوطن الذي تحرر بدمائهم لا يجب أن يتراجع إلى مربع الضعف أو الارتهان ولا يجوز أن يختزل في مصالح ضيقة أو مشاريع صغيرة تفرّط بما صانه الشهداء بالأرواح.


عيد الاستقلال ليس مجرد ذكرى وطنية نتبادل فيها التهاني إنه دعوة للتأمل أين نحن من روح ذلك اليوم؟ وأين نقف من قيم الشجاعة والكرامة والوحدة التي أنجزت التحرر؟ إن ما يمر به اليمن اليوم يجعل من هذا اليوم أكثر أهمية فهو يذكرنا أن الشعوب التي انتصرت بالأمس قادرة على أن تنتصر اليوم أيضا وأن الأمم التي تدرك قيمة الحرية لا يمكن أن تقبل بأن تساق من جديد إلى الضيق أو الفوضى أو التجزئة.


وفي هذه المناسبة الخالدة نرفع التهاني لقيادتنا السياسية وشعبنا اليمني العظيم ونخص أسر الشهداء بأسمى آيات الوفاء فهم الذين دفعوا الثمن الأغلى ليبقى اليمن عالي الراية مرفوع الجبين إن استقلال الوطن هو استقلال للروح أيضا وهو وعد بأن هذا الشعب سيظل وفيا لمبادئه مهما اشتدت الظروف.


هنيئا لليمن استقلاله المجيد وهنيئا لهذا الشعب الذي أثبت أن الكرامة ليست شعارا بل عقيدة وأن الحرية ليست خيارا بل قدرا كتبه الأحرار بدمائهم سيبقى الثلاثون من نوفمبر علامة لا تزول ومناسبة تذكر الأجيال بأن اليمن لا ينكسر بل يعود دائما أقوى كما فعل ذلك اليوم الذي غير وجه التاريخ.

محمد العنبري