لستُ أنا الوحيد الذي لم يكن يتوقع أن يخرج منتخبنا خاسراً مباراته أمام منتخب جزر القمر في المواجهة التي احتضنها استاد حمد الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة، ضمن مباراة ملحق بطولة كأس العرب 2025م.
فبعد أن تقدّم منتخبنا الوطني أولاً على المنتخب القمري في بدايات الشوط الأول، وتألق لاعبونا وقدّموا مباراة رائعة جداً من كل النواحي التكتيكية والهجومية والسيطرة الميدانية، أثمرت تلك السيطرة عن هزّ الشباك القمرية في أربع مناسبات بأقدام يمنية متألقة للغاية.
نعم، الملايين من اليمنيين لم يتوقعوا أن تأتي النكسة في جزئيات بسيطة من عمر المباراة وفي الرمق الاخير، وتنقلب الموازين على أبناء السعيدة. مباراة العمر كانت ستنقل منتخبنا إلى عالم آخر من الشهرة والتألق، بعد أن لاحظنا ذلك التطور الكبير في أداء المنتخب من مباراة إلى أخرى في التصفيات الآسيوية الأخيرة واخيراً امام المنتخب المنافس.
نعم، نقول إنها عبقرية ولد علي في الأمتار الأخيرة من المباراة وبعد التغيرات التي اجريت في خط الدافع لمنتخبنا هي التي جعلتنا نخسر المباراة من خلال اخطاء فردية بسيطة. ويقال: "الجمل يعثر في البساط"، لكننا مع ذلك لا نحمل المدرب ولد علي وحده كل ما حصل من انتكاسة، ولا نقود حملة ضده، فهو الرجل الذي صنع لنا منتخباً يتحلى بثقافة الانتصار منذ مشاركته في كأس الخليج الأخيرة. نجوم منتخبنا هم من يصنعون تلك الانتصارات، ومباراة جزر القمر لن تغيّر شيئاً من تلك الثقافة والروح والعزيمة لديهم، وهم قادمون على مباراة مهمة ومصيرية في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات آسيا المقبلة.
وأعود فأقول: إن مباراة جزر القمر كانت كادت أن تكون "مفصلية" بالنسبة لمنتخبنا. ولا ننسى أيضاً غياب القائد داخل أرضية الملعب؛ ذاك القائد القادر على توجيه زملائه في امتصاص ضغط الخصم وقتل المباراة بفن اللاعب الحريص، خاصة في دقائقها الأخيرة، عندما تتقدم بفارق يجعلك من الضروري أن تستهلك الوقت لصالحك بطريقة مثالية. وهذا ما افتقده منتخبنا في نهاية المشوار.
نعم… عبقرية ولد علي هي من أخرجتنا... والسلام ختام...
